الأهلي على خطى ريال مدريد وتشيلسي.. إعارة الشباب و"استفادة" الفريق الأول (تحليل)
كتب : هشام كمال
الثلاثاء، 22 فبراير 2022 07:13 م
يسعى النادي الأهلي في الفترة الأخيرة، تحقيق أكبر استفادة من لاعبيه الشباب، والذين لم يحصلوا على فرصة مع الفريق الأول لكرة القدم في النادي، وذلك من أجل تكوين فريق شاب في المستقبل وفي نفس الوقت يمتلك خبارات.
وتقوم إدارة الأهلي خلال السنوات الماضية، بتقييم اللاعبين الشباب في قطاع الناشئين بالنادي، وتوقيع عقود احترافية مع هؤلاء الشباب، ثم البحث عن عروض إعارة لهؤلاء الشباب، سواء داخل أو خارج مصر.
ثم تقييم تجربتهم الإحترافية، وما إذا كان اللاعب لديه القدرة على تمثيل الفريق الأول للنادي الأهلي في المستقبل أما لا.
هذه السياسة يتبعها العديد من الأندية الأوروبية، وذلك لتحقيق أكثر من استفادة أهمها:
- أولًا: اكتساب خبرات للاعبين الشباب المتعاقد معهم من خارج النادي، حيث تتم إعارتهم للعب مع الفرق الأولى لأندية أوروبية أخرى، وبالتالي عودتهم ولديهم الخبرات اللازمة.
- ثانيًا: يتم إعارة الشباب الخارجين من أكاديمية النادي، حيث لا يمتلكون فرصة لتمثيل الفريق الأول للنادي في هذا التوقيت، ثم تقييم تجربتهم مع الأندية الجديدة، ومعرفة إذا ما كانوا يستحقوا العودة وتمثيل أنديتهم في المستقبل أم لا.
- ثالثًا: النادي في هذه الخطوة لا يبحث عن الاستفادة المادية من خروج اللاعبين للإعارة، ولكن الاستفادة الفنية، سواء الاحتكاك بمدارس مختلفة، واكتساب خبرات أكثر، مع فرصة المشاركة في الفريق الأول.
إعارة شباب الأهلي والصفقات الجديدة:
تحاول إدارة النادي الأهلي في السنوات الأخيرة، التعاقد مع المواهب التي تظهر بقوة في الكرة المصرية، ومن ثم يقوم النادي بإعارة هؤلاء اللاعبين في حالة عدم وجود فرصة اللعب مع الفريق الأول.
من أهم الأمثلة التي قام بها الأهلي في الفترة الأخيرة، عندما تعاقد مع صلاح محسن، ولكنه لم يتمكن من حجز مكانه في تشكيل الفريق الأول، لتقوم إدارة الأهلي بإعارته لنادي سموحة، ليتألق اللاعب ويعود مرة أخرى إلى القلعة الحمراء.
نفس الأمر تكرر مع عمار حمدي، والذي كان معارًا إلى طلائع الجيش ثم الاتحاد السكندري، وبعد تألقه الملفت للنظر، تتم عودته إلى النادي الأهلي، ليكون ضمن العناصر الأساسية في الفريق الأول بعد ذلك.
تجارب ناجحة:
التجربة الأولى: من أنجح التجارب التي قام بها الأهلي في ملف إعارات الشباب، كان الثنائي محمد شريف، الذي تعاقد معه الأهلي من وادي دجلة، وتمت إعارته إلى إنبي حيث لم يتمكن من حجز مكانه في تشكيل الفريق الأول.
وأثناء إعارته لإنبي لعب كمهاجم صريح بدلًا من مركز الجناح، وعاد للأهلي ليلعب في هذا المركز الذي كان يشكل صداعًا في رأس إدارة الأهلي، ليكون هداف الفريق، وهداف الدوري المصري في الموسم الماضي.، وأهم عنصر في هجوم الأهلي خلال الفترة الأخيرة.
التجربة الثانية: هو محمد عبد المنعم، المدافع الذي حصل على فرصة مع البرتغالي كارلوس كيروش في بطولة كأس الأمم الإفريقية، وبالفعل تحركت إدارة الأهلي على الفور لإعادة اللاعب خلال الانتقالات الشتوية الحالية.
وعند عودته أصبح محمد عبد المنعم أساسيًا في دفاع الأهلي على الفور، وتلقى إشادة واسعة وكبيرة من الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، حيث أنه حل كبير للأهلي في الملعب، سواء في القوة الدفاعية أو أثناء بناء الهجمة وصناعة اللعب من الخلف.
التجربة الثالثة: هو أحمد عبد القادر، القادر على اللعب في أكثر من مركز سواء في صناعة اللعب، أو مركز الجناح، حيث ظهر بقوة مع الأهلي في كأس العالم الأندية، ووجد الأهلي البديل المناسب لمحمد مجدي أفشة في حالة غيابه أو انخفاض مستواه.
حتى أن عبد القادر يقدم حلول على المستوى الفردي أمام الفرق التي تدافع بشكل كبير أمام الأهلي، وهو ما كان ينقص الأهلي في الفترة الأخيرة.
أحمد عبد القادر خاض تجربة احتراف في الدوري التشيكي ثم عاد إلى الأهلي، وتمت إعارته إلى سموحة قبل العودة مرة أخرى إلى الفريق الأول للنادي الأهلي.
إعارة الشباب:
خلال السنوات الأخيرة قامت إدارة الأهلي باتباع نفس الخطوات، مع اللاعبين الشباب من قطاع الناشئين في النادي، حيث تتم إعارتهم ليس فقط للفرق المصرية، ولكن في الدوريات الأوروبية، حيث يتم إعارة اللاعبين في الدوريات التشيكية والسلوفاكية.
الأهلي أعلن منذ ساعات قليلة عن إعارة لاعبه بيسو أحمد إلى فريق زيمبلين السلوفاكي، على سبيل الإعارة لنهاية الموسم، من أجل الحصول على خبرات اللعب للفريق الأول، وأيضًا خوض أجواء مختلفة وضغوط مختلفة، تمكنه بعد ذلك من التواجد مع الفريق الأول.
كما أن الأهلي أعلن إعارة الثنائي محمد مغربي ومحمد ياسر إلى نادي تيبليتسه التشيكي، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها إعارة لاعبين شباب للدوري التشيكي، حيث تم من قبل إعارة مصطفى فوزي وميدو حسام وأحمد السيد.
تجربة أوروبية:
سياسة إعارات الشباب تعتمد عليها الفرق الأوروبية من أجل تحقيق الاستفادة الفنية واكتساب الخبرات للاعبين الشباب، وبحث إمكانية عودتهم مرة أخرى إلى الفريق.
أهم الفرق التي تقوم باعتماد هذه السياسة مع لاعبيها الشباب هو نادي تشيلسي الإنجليزي، والذي أعار من قبل عدة لاعبين منهم لوفتوس تشيك وكريستيان كريستينسن، وتامي أبراهام والذين عادوا بعد ذلك وأصبح من العناصر الأساسية في الفريق الأول لتشيلسي.
مع تألق اللاعب كونور كالاجر مع نادي كريستال بالاس في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يعود إلى تشيلسي مرة أخرى في الموسم المقبل.
بالطبع هناك بعض الإعارات التي لم يستفاد منها تشيلسي بعد ذلك، والأمثلة الأكبر على ذلك هو محمد صلاح والذي تألق مع ليفربول بعد ذلك، وكيفن دي بروين والذي تألق مع مانشستر سيتي في السنوات الأخيرة.
ريال مدريد:
يعتمد ريال مدريد على الطريقة الأولى في الإعارات، وهو التعاقد مع لاعبين شباب من خارج النادي، وإعارتهم إلى الأندية الأوروبية من أجل اكتساب الخبرات، ثم العودة للفريق الأول للنادي الملكي.
أهم الإعارات الحالية لريال مدريد هو البرازيلي رينيه، حيث تعاقد معه النادي الملكي من نادي فلامينجو البرازيلي، ثم تمت إعارته إلى بوروسيا دورتموند الألماني، ويحب النادي في الفترة الحالية، إعارته لنادي مختلف، للحصول على فرصة أكبر.
هناك العديد من الأمثلة للأندية الأوروبية التي تعتمد على إعارة لاعبيه الشباب وإعادتها مرة أخرى، مثل يوفنتوس الذي يتعاقد مع بعض اللاعبين، ويبقي عليهم في فرقهم الأساسية على سبيل الإعارة قبل العودة للسيدة العجوز، ومثل مانشستر سيتي الذي يقوم بتطبيق نفس الفكرة.