تحليل ديربي مانشستر - كيف تنفذ فكرة بأدوات "انتهت صلاحيتها"؟
كتب : هشام كمال
الأحد، 06 مارس 2022 10:23 م
جوارديولا ورانجنيك
انتهى ديربي مانشستر بفوز متوقع للسيتي على يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت على ملعب الاتحاد، في الدوري الإنجليزي.
خلال المباراة، حاول المدرب الألماني رالف رانجنيك مدرب مانشستر يونايتد، تنفيذ العديد من الأفكار، ولكن هذه الأفكار لا يمكن تنفيذها بالكثير من العناصر المتواجدة داخل مانشستر يونايتد.
بينما على الجانب الآخر، جوارديولا استغل جميع نقاط ضعف اليونايتد بشكل مثالي، وتحديدًا في شوط المباراة الثاني، والذي فرض فيه السيتي سيطرته بشكل كامل.
وفي السطور القادمة سنحاول الكشف عن أفكار المدربين، مع شرح أسباب نجاحها أو فشلها:
أزمة الهجوم في مانشستر يونايتد:
بدأ رانجنيك المباراة بتشكيل يوجد به الكثير من الخطط التي يمكن تنفيذها داخل الملعب، سواء بـ 4-2-3-1، أو 4-3-3، ولكنه قرر أن يعتمد على طريقة 4-4-2.
أزمة اليونايتد لم تكن في الطريقة، ولكن في اختيار العناصر التي ستنفذ هذه الطريقة، فاختيار رانجنيك لبوجبا وبرونو من أجل التواجد كثنائي هجومي، كان في منتهى السوء.
لأن الثنائي هما أساس مانشستر يونايتد في الخروج بالكرة وبناء الهجمة، وبالتالي إبعادهم تمامًا عن هذه المنقطة جعل اليونايتد يعاني كثيرًا أثناء بناء الهجمة.
بالإضافة إلى أن الثنائي لا يمتلكان أي قدرات في اللعب سواء كمهاجمين، أو مهاجمين مزيفين، ويقومون بفتح المساحة للقادمون من الخلف.
وبالتالي خسر مانشستر يونايتد مرتين، الأولى بُعد الثنائي عن بناء اللعب، وأيضًا في التحركات الهجومية.
طريق واحدة لبناء الهجمة:
كما ذكرنا أن أزمة مانشستر يونايتد كانت في بناء الهجمة بسبب استبعاد الثنائي عن منطقة بناء اللعب، بالتالي لم يكن أمام مانشستر يونايتد سوى الاعتماد على بناء اللعب من على الأطراف.
عندما يستحوذ مانشستر يونايتد على الكرة، على الفور يتم إرسالها إلى طرف من الأطراف، سواء عن طريق إيلانجا أو سانشو، مع عودة برونو وبوجبا للجبهة التي يتم فيها بناء اللعب من أجل المساندة.
أثناء بناء اللعب في هذه الجبهة، يتحرك الجناح العكسي خلف مدافعي مانشستر سيتي، من أجل استلام الكرة في المساحة التي يتم خلقها، وهذا ما حدث في هدف سانشو في الشوط الأول.
ولكن بعد هذه الكرة وتفطن السيتي لطريقة لعب اليونايتد، أعطى جوارديولا تعليماته بالضغط على مانشستر يونايتد على الأطراف وبقوة، وبالتالي يمنع بناء الهجمة، والوصول إلى المساحة خلف المدافعين كما حدث في هدف سانشو.
محاولة التعديل:
عانى مانشستر يونايتد من الكثير من الغيابات في المباراة، وأهمها في مركز المهاجم كريستيانو رونالدو إديسون كافاني، وبالتالي لم يتواجد سوى ماركوس راشفورد، والذي قرر رانجنيك، عدم الدفع به أساسيًا، بسبب سوء مستواه في الفترة الأخيرة.
ولكن راشفورد رغم سوء مستواه كان هو الحل لتنفيذ أفكار رانجنيك، مع عودة بوجبا أو برونو إلى وسط الملعب للقيام ببناء اللعب.
حاول رانجنيك الاعتماد على راشفورد في الشوط الثاني، ولكنه قام بإخراج بوجبا وإيلانجا، ودخل بدلًا منهما راشفورد ولينجارد.
كان من المتوقع أن تتحول الطريقة إلى 4-2-3-1، بتواجد لينجارد وسانشو كأجنحة، وبرونو صانع ألعاب، بينما راشفورد المهاجم، ولكن رانجنيك كان له رأي آخر، عندما قرر استمرار طريقة اللعب 4-4-2، بتواجد برونو مهاجم بجانب راشفورد، وبالتالي واصل مانشستر يونايتد سوء أداءه خلال المباراة، وتحديدًا في الشوط الثاني.
مساحة وسط الملعب:
أهم نقطة ضعف استغلها مانشستر سيتي بقيادة جوارديولا بشكل رائع، هي المساحة التي تواجد بين خط وسط مانشستر يونايتد، وخط الدفاع، والتي لم يقم رانجنيك بإصلاحهها طوال المباراة.
اللعب بطريقة 4-4-2، جعلت ماكتومناي وفريد لوحدهما في مواجهة نصف ملعب مانشستر سيتي القوي، وبالتالي تواجدت المساحة لكيفن دي بروين وبيرناردو سيلفا للاستلام بين الخطوط.
هذا الأمر ظهر أيضًا عندما كان يهاجم مانشستر سيتي من على الأطراف، ويقوم بإرسال عرضية على حدود منطقة الجزاء، الخالية تمامًا من لاعبي مانشستر يونايتد، بسبب محاولة فريد وماكتومناي المساندة على الأطراف.
كان من الأفضل أن يدفع رانجنيك بلاعب وسط ملعب ثالث، سواء عودة بوجبا، أو الدفع بماتيتش في هذا المكان، في محاولة لتغطية المساحات التي يتم خلقها.
لماذا جريليش بدلًا من سترلينج؟
قام جوارديولا بالدفع بجاك جريليش منذ بداية المباراة على حساب رحيم سترلينج في الجبهة اليسرى الهجومية للسيتي، وذلك لهدف مواجهة وان بيساكا.
عند العودة لمباريات الديربي السابقة ومواجهة وان بيساكا وسترلينج، رحيم يعتمد ف طريقة لعبه على السرعة أكثر من المهارة، ووان بيساكا ظهير أيمن سريع، وبالتالي الصراع يقوم صعب على سترلينج الفوز به.
وهنا لجأ جوارديولا للدفع بجريليش، لأنه يمتلك المهارة أكثر من السرعة، وبالتالي لا يدخل في سباق سرعة مع بيساكا، ويعتمد أكثر على مهاراته في المراوغة أو التمرير في المساحات الضيقة، وهو ما قام به على أكمل وجه وممكن.