جاءت لحظة الختام.. نهاية حقبة رونالدو وميسي التاريخية
كتب : إبراهيم جاد
الخميس، 10 مارس 2022 08:21 م
رونالدو وميسي
يبدو أننا على أعتاب نهاية حقبة تاريخية ومنافسة ظلت محتدمة على مدار 16 عامًا تقريبًا بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والآن نعيش آخر أيام هذه الحقبة التاريخية.
وودع ليونيل ميسي رفقة فريقه باريس سان جيرمان منافسات دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة التي تعرض لها على يد ريال مدريد في دور الـ16 بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث أضاع النجم الأرجنتيني ركلة جزاء في لقاء الذهاب بعد تألق تيبو كورتوا والتصدي لها.
أما رونالدو فدخل في خلافات طاحنة مع مديره الفني الألماني رالف رانجنيك، أدت إلى الإطاحة به خارج قائمة نادي مانشستر يونايتد المستدعاة لخوض ديربي المدينة أمام مانشستر سيتي بعد عدة مناوشات بين الطرفين خارج الخطوط كلما تم استبدال النجم البرتغالي في أكثر من مباراة.
مشهدان يضعونا على أعتاب نهاية حقبة تاريخية ومنافسة لم تحدث في تاريخ كرة القدم -على ما أظن- بين لاعبين، رونالدو وميسي واستمرت على مدار 16 عامًا، لتكون حقبة ذهبية هي الأطول والأكثر استمرارية في تاريخ اللعبة تقريبًا.
هيمنة تاريخية
في موسم 2002/2003، ظهر شاب صغير يدعى كريستيانو رونالدو لم يكن يبلغ من العمر سوى 16 عامًا رفقة الفريق الأول لنادي سبورتنج لشبونة، وسريعًا يثبت إجادته ويسجل 5 أهداف في أول مواسمه مع أحد كبار الأندية البرتغالية.
موسمان فقط بعد ذلك، حتى ظهر شاب صغير آخر يُسمى ليونيل ميسي لكن مع القطب الثاني للكرة الإسبانية، برشلونة وسريعًا أيضًا يلفت نظر الجميع بثقته الكبيرة في نفسه والمهارات الفردية التي أظهرها للجميع، ويتمكن من تسجيل أول أهدافه الرسمية مع البلوجرانا.
من موسم 2004/2005 كانت البداية لصراع ثنائي طويل لم يتخيل الجميع أنه سيتواصل حتى عشرينات هذا القرن، بهذه الحدة والغزارة في الألقاب سواء الجماعية مع الأندية أو الفردية على مستوى الأهداف والجوائز.
صراع الثنائي بلغ أشده حينما جمعهما الدوري الإسباني، أحدهما مع كبير العاصمة ريال مدريد والآخر الذي صنع مجد النادي الكتالوني، ليتوجان بعديد من الألقاب التاريخية والأرقام القياسية الغير مسبوقة في هذه الرحلة الأسطورية.
ميسي ورونالدو أصحاب الـ12 كرة ذهبية بواقع 7 كرات ذهبية للبرغوث الأرجنتيني، و5 كرات ذهبية لصاروخ ماديرا، أرقام تكشف لنا مدى شدة الصراع الذي وصل لها الثنائي خلال 15 عامًا.
وبجانب هذه الجوائز الفردية الرائعة، سنجد أن صراعهما متواصل أيضًا في الغزارة التهديفية حيث نجح رونالدو في تسجيل 689 هدفًا على مستوى الأندية في مختلف البطولات المحلية والقارية، فيما بلغت أهداف النجم الأرجنتيني ميسي 679 هدفًا، ليكون الفارق بينهما 10 أهداف فقط في المسيرة الكروية مع الأندية.
وعلى الرغم من انفصال الأسطورتين وخروج أحدهما من الدوري الإسباني منذ 3 مواسم ونصف، وذلك حينما انتقل رونالدو نحو يوفنتوس، لكن الصراع تواصل بين الثنائي بعدما واصل النجم البرتغالي حصد الألقاب المحلية مع السيدة العجوز وواصل ميسي كتابة الأرقام القياسية مع برشلونة.
صراع كان المستفيد الأكبر منه هو مشجعو كرة القدم الذين استمتعوا بحقبة هي الأفضل في التاريخ، ونتج عنها منافسات قوية وأرقام قياسية يتم كتابتها بشكل متواصل مما أفاد المنافسة الكروية بشدة، واستمرارية كبيرة فشل أي ثنائي قبلهما في تحقيقها.
حانت لحظة الختام
قبل أيام من صافرة انطلاق الموسم الحالي، قرر الثنائي التاريخي القيام بانتقالين كبيرين في مسيرتهما الكروية، لكن على ما يبدو أن الانتقالين ما هما إلا خطوة أخيرة نحو لقطة النهاية، وذلك بخروج ليونيل ميسي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بعد سنوات طويلة من التألق بقميص البلوجرانا فيما عاد رونالدو إلى مهد تألقه في مانشستر يونايتد.
انتقال ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان وسط كوكبة من النجوم، جعل الكثيرون يظنون بأن الفريق العاصمي في طريقه لحصد بطولة دوري أبطال أوروبا التي طال انتظارها، وعاندت كثيرًا أثرياء فرنسا.
أما رونالدو فمع عودته إلى مانشستر يونايتد ظن مشجعو الشياطين الحمر أنها خطو نحو عودة التوهج مجددًا إلى قلعة الأولد ترافورد وخطوة نحو استقرار الفريق والعودة إلى الأمجاد التي غابت شمسها عن النادي بعد رحيل السير أليكس فيرجسون.
لكن الواقع لم يكن على قدر توقعات الجماهير للثنائي، وظهر تأثر كلا اللاعبين بعامل السن وتحولا بمعنى أصح إلى عبء فني على منظومة مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان الجماعية، بسبب تراجع مستوى لياقتهما البدنية بشكل أصبح عائقًا أمام إمكانية الضغط أو مجاراة سرعة الخصوم مهما امتلكا من مهارة فردية.
رونالدو أصبح غير مرغوب به ضمن منظومة الألماني رالف رانجنيك والشكوك تحوم حول مستقبله مع الشياطين الحمر وسط تزايد الأزمات، وميسي وضعه ليس بأفضل من ذلك بعدما ظهر بمستوى فني مُحزِن أمام ريال مدريد بل كان نقطة ضعف للفريق الفرنسي خلال الـ180 دقيقة.
وبنظرة عامة على الموقف الحالي، سنجد أن رونالدو وميسي أصبحا كرويًا أشبه "غير مرغوب بهما" في منظومة الفرق بسبب التأثير السلبي وتحديدًا في عملية الضغط والدفاع، وهو ما يؤثر على الفريق ككل خاصة في الحالة الدفاعية.
وهنا يمكننا القول بأننا أصبحنا على أعتاب كتابة كلمة النهاية وإسدال الستار عن أشرس منافسة كروية فردية على مدار التاريخ، على الرغم من محاولاتنا العديدة لإنكار ذلك لكن هذا هو الأمر الواقع في الوقت الحالي، لكن من أين لنا بمثل هذه المنافسة مجددًا؟