ملامح من ظهور الزمالك الأول مع فيريرا "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
الجمعة، 11 مارس 2022 08:43 م
الوداد والزمالك
تعرض نادي الزمالك لخسارة قاسية على يد ضيفه الوداد البيضاوي المغربي على ملعب ستاد القاهرة بهدف نظيف في الجولة الرابعة من دوري أبطال إفريقيا.
وأصبح نادي الزمالك قاب قوسين أو أدنى من توديع بطولة دوري أبطال إفريقيا من دور المجموعات للموسم الثاني على التوالي، وأصبح مصيره مرتبطًا بنتيجة مواجهة بترو أتلتيكو أمام ساجرادا الأنجوليين.
مواجهة الزمالك أمام الوداد البيضاوي المغربي كانت الأولى للمخضرم البرتغالي جوسفالدو فيريرا والتي شهدت تغير تكتيكي كبير في منظومة لعب الفارس الأبيض.
تغيير الرسم التكتيكي
اعتمد البرتغالي جوسفالدو فيريرا على الرسم التكتيكي 4/3/3 كما اعتدنا على الزمالك تحت قيادته في الولاية الأولى، وذلك بالدفع بأوباما وإمام عاشور كلاعبي وسط مساعدين أمام محمد أشرف "روقا" كارتكاز وحيد.
على مدار المباراة، كان الزمالك أقرب إلى 4/1/4/1 مع وجود لاعبي الوسط على نفس خط الضغط مع الجناحين مع الاعتماد على الضغط العالي لسرعة استعادة الكرة، لكن ضغط الفارس الأبيض لم يكن بالشكل المثالي.
الوداد تمكن من كسر ضغط الزمالك في أكثر من مناسبة بفضل تحرك اللاعبون دائمًا لتكوين مثلث مع وجود لاعب حر يتحرك بشكل مستمر لاستقبال التمريرة في المساحة، وهنا تكون أزمة الزمالك بسبب وجود روقا وحيدًا في وسط الملعب الدفاعي، وهو ما يجعل تحولات الوداد المغربي خطيرة ولكن أساء لاعبو الفريق المغربي استغلالها.
أما في الحالة الهجومية، فكانت فكرة فيريرا واضحة بالاستمرار على رسم تكتيكي 4/1/4/1، مع فتح الجناح المتواجد ناحية الكرة الملعب على آخره -على الخط تمامًا- مما يؤدي لسحب الظهير معه وتفريغ المساحة.
لاعب الوسط المساند "Box to Box" يكون تركيزه وهدفه هو التحرك المباشر نحو المساحة بين الظهير وقلب الدفاع المجاور له في هذه الناحية، تكون زيادة عددية في هذه الجهة لكسر تكتل الوداد المغربي.
وفي ظل تجميع الكرة في هذه الجهة مع تحرك لاعب الوسط المساعد، يتحرك الجناح العكسي إلى داخل منطقة الجزاء لاستقبال عرضية وخلق زيادة عددية مع وجود لاعب الوسط المساعد على حدود منطقة الجزاء لاستقبال الكرة الثانية.
قرارات غير موفقة
اتخذ البرتغالي جوسفالدو فيريرا العديد من القرارات الفنية أثناء المباراة لم تكن موفقة، أولها كان تحويل أحمد سيد "زيزو" للاعب وسط ملعب مساند -على الجهة اليسرى- مما أفقد الفارس الأبيض أحد أهم أوراقه الهجومية الخطيرة.
تحويل أحمد السيد زيزو كلاعب وسط مساند قد يكون أمرًا مقبولًا في حال تواجد على الجهة اليمنى في وسط الملعب وذلك لاستغلال تسديداته القوية وسرعته في اختراق المساحة التي يتركها الظهير، ولكن على الجهة اليسرى فقد كل خطورته.
التغييرات أيضًا لم تكن موفقة إطلاقًا وتحديدًا خروج عمر السعيد من الملعب مع الاعتماد على إرسال العرضيات المتتالية داخل منطقة الجزاء، وهو ما يناسب السعيد أكثر من سيف الدين الجزيري الذي لم يجد نفسه إطلاقًا داخل منطقة الجزاء.
خروج أحمد السيد "زيزو" أيضًا لم يكن مفهومًا خاصة وأنه أخطر لاعبي الزمالك دائمًا ولديه القدرة على إفادة الزمالك بمهارة فردية ومجهود فردي كبير سواء بتسديدة أو اختراق.
وكان من الأفضل التخلي عن أحد لاعبي وسط الملعب من إمام عاشور أو محمد أشرف "روقا" والدفع برزاق سيسيه لزيادة الكثافة الهجومية للزمالك.
غياب الجرأة عن فيريرا
فيريرا اهتم بشكل أكبر بالحماية الدفاعية حتى مع تأخره في النتيجة، إذ كنا نرى أن هناك ثلاثي دفاعي دائمًا ثابت في دفاع الزمالك بعودة محمد أشرف "روقا" بجوار قلبي الدفاع بدون أي محاولة للمخاطرة.
وبما أن خسارة الزمالك اليوم أخرجت الزمالك بنسبة كبيرة من البطولة، فكان لابد أخذ مخاطرة كبيرة من أجل إنقاذ موقف الفريق من خلال الدفع بمهاجم إضافي والتخلي عن أحد لاعبي وسط الملعب.
التمسك بالرسم التكتيكي 4/3/3 في ظل التأخر في النتيجة بدلًا من الدفع بمهاجم آخر والتحويل إلى 4/4/2 لزيادة العدد الهجومي داخل منطقة الجزاء من تكثيف العرضيات للعودة في النتيجة.
وكان أكثر ما يعيب جوسفالدو فيريرا في ولايته الأولى مع الزمالك هو عدم تخليه عن 4/3/3 مهما كان المنافس أو ظروف المباراة، وهو ما يُظهره متحفظًا أكثر من اللازم في بعض المواقف مثل اليوم.
بشكل إجمالي، ظهور الزمالك الأول مع فيريرا لم يشهد اختلاف كبير عن ولايته الأولى في الاعتماد على 4/3/3 واختراق أنصاف المساحات، مع التأمين الدفاعي الكبير لعدم إتاحة الفرصة للخصم لضرب الفريق بالتحولات السريعة.