كيف تحولت مرونة موسيماني من نعمة للأهلي إلى نقمة؟ "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
السبت، 12 مارس 2022 11:20 م
بيتسو موسيماني
واصل النادي الأهلي عروضه المتواضعة في دوري أبطال إفريقيا، بعدما خسر مجددًا على يد مضيفه نادي صن داونز الجنوب إفريقي بهدف نظيف.
وبذلك يكون صن داونز قد تمكن من الفوز على النادي الأهلي ذهابًا وإيابًا في دور المجموعات، ليضع المارد الأحمر في موقف صعب وأصبح بحاجة للفوز على الهلال والتعادل مع المريخ على أقل تقدير للتأهل إلى ربع النهائي.
الأهلي بذلك اكتفى بفوز وحيد وتعادل مع خسارتين في دوري أبطال إفريقيا الموسم الحالي، ليقدم المارد الأحمر نسخة باهتة حتى الآن في البطولة الإفريقية.
مرونة موسيماني الخططية سلاح ذو حدين
وتعد المرونة الخططية هي أبرز مميزات بيتسو موسيماني منذ توليه قيادة النادي الأهلي فنيًا، ولعبت دورًا هامًا في تحقيق الفريق لقبي دوري أبطال إفريقيا خلال النسختين الماضيتين.
ويتعامل بيتسو موسيماني مع كل مباراة على حدى من خلال تغيير طريقة اللعب بحسب أسلوب لعب الخصم، ولكن حينما يزيد الأمر عن حده يُقلب ضده وهو ما يحدث الموسم الحالي.
أمر جيد أن تمتلك أكثر من طريقة لعب تستطيع الاعتماد عليها، لكن أن تقوم بتغيير الطريقة في كل مباراة في ظل ضغط المباريات الحالية يصبح الأمر مضرًا أكثر من الفائدة التي تعود على الفريق.
الأهلي بدأ الموسم الحالي بأسلوب لعب 3/4/3 لمدة 7 مباريات تقريبًا، وبدأ منحنى الفريق في التزايد تدريجيًا بعد حفظ اللاعبون لمهام هذه الخطة والتعود عليها بشكل ملحوظ.
لكن فاجأ بيتسو موسيماني الجميع لاستبدال أسلوب اللعب بعد نهاية توقف كأس أمم إفريقيا، والتغيير بين 4/2/3/1 أو 4/3/3 بشكل أساسي في المباريات، مع الاتجاه إلى 3/4/3 في منتصف المباريات.
يجب أن يمتلك كل فريق أسلوب لعب ثابت ورسم خططي واضح يعتمد عليه في أغلب المباريات إلى أن يحدث أمر طارئ أو خصم بظروف خاصة ليتم استبدال طريقة اللعب في أضيق الحدود.
ويخوض الأهلي مباراة كل 3 أيام تقريبًا بين بطولة الدوري المصري أو دوري أبطال إفريقيا مما يجعل الفريق يخوض مران واحد فقط بين المباراة والأخرى أو مرانين على أقصى تقدير، وهو ما لا يتيح أي فرصة لإجراء كل هذه التغييرات الخططية والتكتيكية بين كل مباراة وأخرى.
وفي مواجهة صن داونز، الأهلي لعب بثلاث خطط تقريبًا وهو رقم مهول في 90 دقيقة، حيث بدأ بـ4/3/3، ثم تحول إلى 4/2/3/1 قبل أن ينتهي به المطاف إلى 3/5/2، وهو ما يثبت حديثنا بأن المرونة التكتيكية لموسيماني أصبحت مبالغ بها وتضر الفريق.
خسارة صن داونز في الجولة الرابعة من دوري أبطال إفريقيا وقبلها مواجهة المريخ السوداني، أوضحت مدى التأثر السلبي على لاعبي الأهلي بسبب التغيير الخططي المستمر وحالة "اللغبطة" في أداءهم داخل أرضية الملعب.
استمرار التغيير الخططي الذي يقوم به بيتسو موسيماني في بطولة إفريقيا الموسم الحالي، قلب ميزة المرونة الخططية التي يمتلكها إلى شوكة في حلق الأهلي أفقدت الفريق تناغمه وأظهرت لاعبي الأهلي بشكل عشوائي.
ولذلك يجب على بيتسو موسيماني تثبيت رسم خططي يتعود عليه اللاعبين ويحفظون مهامهم به، ويتجه لتغيير ذلك في أضيق الحدود حتى لا يلحق الضرر بفريقه ويستفيد من فكرة مرونته التكتيكية.