إلى أين يتجه برشلونة بعد سقف الإنفاق السلبي؟ (تقرير)
كتب : محمد عادل
الثلاثاء، 15 مارس 2022 12:25 ص
برشلونة
أعلنت رابطة الدوري الإسباني اليوم عن تقرير لتحديد سقف الإنفاق للأندية الإسبانية المشاركة في الدرجة الأولى والثانية في الموسم الحالي 2021-2022، وشهد التقرير وجود عجز كبير لنادي برشلونة، حيث يعاني نادي برشلونة من عجز كبير في ميزانيته في الموسم الحالي، وتحديدًا عقب فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة.
كان برشلونة يمتلك قبل فترة الانتقالات الشتوية سقف رواتب يصل إلى 97 مليون يورو، ولكن بعد الصفقات الأخيرة في الشتاء، انخفض سقف الرواتب لبرشلونة ، ليصل إلى سالب 144 "-144"مليون يورو حسبما أعلنت رابطة الدوري الإسباني.
وقام برشلونة بعدد من الصفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، أهمها التعاقد مع بيير ايميريك أوباميانج وفيران توريس وأداما تراوري وداني ألفيس، .
ما هو سقف الإنفاق في الدوري الإسباني؟
الشروط الاقتصادية في لا ليجا يتم تطبيقها كإطار عمل من قبل الأندية، وتم البدء بالعمل بهذه التعليمات عام 2013 وذلك من أجل المحافظة على استمرارية المسابقة والأندية في إطار من المراجعة المالية.
يتم تطبيق هذه الشروط في دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية على حد سواء ويجب أن تلتزم جميع الأندية في المسابقتين بها على حد سواء.
وتختلف هذه الشروط عن نظام يويفا للعب المالي النظيف على بأنه يتم تطبيقها بشكل استباقي في إسبانيا، حيث تعرف الأندية قبل بداية الموسم الجديد المبلغ المتاح لها صرفه، مما يجعلها في وضع أفضل لتحقيق الشروط والالتزام بها ويمنع تراكم الديون بشكل مبالغ به.
وفي إبرام الصفقات فتعد أحد الأركان المهمة في التعليمات الاقتصادية الخاصة بالدوري الإسباني تتمثل في الحد الأقصى لميزانية الفريق ، وهو الذي يتمثل في القيمة المالية التي يمكن للنادي صرفها على لاعبيه والأمر يشمل المسجلين في القائمة وغير المسجلين من لاعبين وأجهزة فنية.
أما المسجلون فهم اللاعبون الذين سينالون أرقام القمصان من 1 إلى 25 بحسب للمشاركة مع الفريق بالمسابقة إلى جانب المدرب الرئيس ومساعد المدرب ومدرب اللياقة البدنية وغيرهم من أعضاء الطاقم الفني ، وأيضًا اللاعبون غير المسجلين وهم الذين لا يتم وضعهم في قائمة محددة لدى النادي، أو من غادر الفريق ولكن يبقى له مستحقات مالية كتعويضات وغيره، بالتالي فان غير المسجلين يشمل بقية اللاعبين والمدربين في النادي.
التعليمات المالية لا ترتبط فقط برواتب اللاعبين والمدربين، بل تشمل أيضا مدخلات مالية أخرى مثل الدفعات المالية المتغيرة كبدل مكافئات في العقود وحقوق صور اللاعب ومستحقات الوكلاء وحقوق بدل الانتقال ودفعات الضمان الاجتماعي والتعويضات إلى جانب حقوق الترخيص وغيرها وبالتالي فإنه من أجل تسجيل أي لاعب بعقد جديد لدى النادي فانه يجب مراعاة أن يكون ذلك ضمن الحد الأقصى لميزانية الفريق.
وعند النظر إلى كل العوامل التي يتم استعمالها في الحد الأقصى لميزانية الفريق فإن الأمر يمكن وضعه في إطار معادلة بسيطة: يتم إنقاص المصاريف غير المتعلقة بالنشاط الرياضي من مدخول النادي الكلي مع الأخذ بالنظر أي دفعات مستحقة لدفع الديون وما يتبقى هو المبلغ المخصص كميزانية للفريق.
أسباب الانخفاض
انخفض سقف الرواتب للنادي الكاتالوني بسبب وصول خسائر النادي إلى ما يقرب من 240 مليون يورو أكثر مما توقعته رابطة الدوري الإسباني.
ويعد برشلونة هو النادي الوحيد في الدرجة الأولى والثانية الإسبانية الذي وصل الحد الأقصى للإنفاق لرقم سلبي.
هذا على الرغم من نجاح إدارة برشلونة في بتحقيق انخفاض في رواتب اللاعبين وصل إلى 200 مليون يورو، بعد أن تم الاتفاق على خفض رواتب لاعبين مثل جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وصامويل أومتيتي وجوردي ألبا، إلا أن ما يعاني منه النادي الكاتالوني من خسائر مالية أثر بالسلب على قدرته على الإنفاق على نشاط الكرة في النادي.
ماذا بعد انخفاض سقف الإنفاق الكاتالوني؟
الشغل الشاغل حاليًا لكل محبي وعشاق برشلونة هو عما سيكون الحال بعد الإعلان عن هذ الانخفاض في سقف الإنفاق.
قوانين اللعب المالي النظيف الخاص بالدوري الإسباني تنص بأن الأندية أصحاب سقف الإنفاق السلبي – كحال برشلونة الحالي – تستطيع صرف حتى 25% من الإيرادات ، بمعنى أنه لكي تصرف يورو واحد يجب أن تربح 4 يورو أو يتم تخفيض الرواتب.
فعلى سبيل المثال، فإن التعاقد مع النرويجي ايرلنج هالاند مهاجم بروسيا دورتموند - وهو الذي يعد حديث الساعة - سيكلف النادي ما يقرب من 50 مليون يورو سنويًا على مدار الـ5 سنوات القادمة، هذا يعني أن النادي الكاتالوني يحب أن يحقق إيرادات تبلغ 200 مليون يورو هذا الصيف.
إذًا، فالحلول المثلى لإبقاء برشلونة في درب جلب الصفقات التي تزيد من قوة الفريق هي الإقلال من المصروفات واستكمال ما بدأوه من تقليل للرواتب، أو العمل على زيادة الإيرادات، وهو ما يعمل عليه إداريو النادي الكاتالوني في الوقت الحالي.
خافيير جوميز المدير التنفيذي للدوري الإسباني لا ليجا صرح لصحيفة ماركا عن وضع نادي برشلونة المالي بعد الرقم السلبي المعلن فقال:
"الرقم لا يعني اي شيء لتعاقدات الموسم الحالي التي تمت، بل انه يعني وضع قيود على المواسم المقبلة ما لم ينجح النادي في زيادة أرباحه او رأس المال"
وأضاف: "لرفع قيمة الحد الأقصى المتاح للنادي في رواتب لاعبيه يمكن زيادة الدخل المالي بايجاد مصادر للدخل".
أما بخصوص مصادر الدخل المحتملة للبرسا، فإنه من الممكن جلب مداخيل عدة عن طريق بيع بعض اللاعبين الذين يقتربون بشدة من الخروج من قلعة الكتلان مثل الفرنسي أنطوان جريزمان المعار لنادي أتليتكو مدريد والبرازيلي كوتينيو المعار لنادي أستون فيلا الانجليزي.
مصدر آخر قريب للدخل بالنسبة لبرشلونة مرتبط بالأخبار المتواترة عن الاقتراب من عقد صفقة رعاية مع تطبيق سبوتيفاي الخاص بالملفات المسموعة بقيمة تقدر بـ 300 مليون يورو لمدة أربعة مواسم، مع إضافة اسم الراعي الرسمي لاسم ملعب كامب نو.
مصدر ثالث يقترب من البرسا، ألا وهو التعاقد مع صندوق CVC الاستثماري بخصوص حقوق النقل التليفزيوني مقابل 300 مليون يورو، وهو العرض الذي كان تم رفضه من برشلونة مسبقًا.
ومقابل هذه الصفقة، فبرشلونة سيستغنى عن 8.2% من الحقوق البصرية الخاصة به، وهو ما يساوي 16 مليون يورو لمدة 50 عامًا.
ولكن، من الشروط المعلنة لصفقة صندوق CVC أن 15% من المبلغ سيتم استخدامه في سداد الديون، وهذا يعني أن بإمكان إدارة برشلونة تسديد 45 مليون يورو من الديون المفروضة عليه، وبالتالي سيصل سقف الإنفاق إلى -99 مليون يورو.
الشاهد في الأمر أن برشلونة سيظل يعاني من الأخطاء الإدارية التي مر بها في السنوات الماضية تحت قيادة رئيس النادي السابق جوسيب ماريا بارتوميو، وهو ما أدى إلى وجود ديون على النادي لمصلحة مؤسسة جولدمان ساكس الاستثمارية الأمريكية بقيمة 595 مليون يورو يتم دفعها على 10 سنوات، إلى جانب ديون أخرى بقيمة 1.5 مليار يورو يتم دفعها على 35 عامًا، وبالتالي سيبتعد النادي عن جلب الصفقات ذات المبالغ الضخمة كما كان في السابق.
وبالتالي، سيعمل برشلونة جاهدًا على استمرار عملية تقليل الرواتب من أجل الوصول لمراحل مالية جيدة من أجل إعطاء بعض المساحة لجلب الصفقات.