معادلة كيروش ومحمد شوقي
كتب : عمر عبدالله
الثلاثاء، 05 أبريل 2022 09:12 م
يوم الثلاثاء الماضي ودع المنتخب الوطني تصفيات كأس العالم 2022 بعد الهزيمة من السنغال بركلات الترجيح في العاصمة داكار، ليبدأ العد التنازلي والعمل من أجل التأهل لمونديال 2026 بعد أربع سنوات من الآن.
ومنذ الثلاثاء الماضي وحتى الآن ولم يتحدد مصير الجهاز الفني للمنتخب الأول، ما بين تسريبات لشروط كيروش أو طلبات اتحاد الكرة ، ما بين تلميحات برغبة في بقاء الرجل حتى مونديال 2026 أو اتجاه لرحيله بعدما لم يحالفه التوفيق في تحقيق ما طلب منه، والحقيقة أنني لست مهتما ولا برحيل الرجل ولا بقائه !!
وكل ما يهمني هو التخطيط الجيد للمرحلة المقبلة، والتعلم مما سبق، سواء كان ما سبق فشلًا أو ونجاحًا.
ولا يخفى على أحد أن الكرة المصرية بجماهيرها ومسؤوليها مازالت تدور في فلك جيل الثلاثية الشهير، تحت قيادة المعلم حسن شحاتة، ولكن بنظرة سطحية نجد أن هذا الجيل الإستثنائي من الصعب - وسنكتفي بلفظ الصعب - أن يتكرر على مستوى اللاعبين، ولكن ماذا عن تكرار تجربة المدرب نفسه؟
الصدفة والقدر فقط لاغير هما من قادا حسن شحاتة على كرسي المدير الفني للمنتخب، ليأتي الرجل الذي قاد منتخب الشباب للتتويج بلقب أمم أفريقيا للشباب عام 2003، ثم قيادة المنتخب ذاته في مونديال الإمارات في نفس العام ويصبح شاهدًا على جيل يضم نخبة من أبرز لاعبي مصر عبر تاريخها، وبعد أن فشل الإيطالي ماركو تارديلي في مهمته جاء اتحاد الكرة "المؤقت" وقتها بقيادة عصام عبد المنعم بحسن شحاتة وجهازه كمدير فني "مؤقت" أيضا ثم جاء سمير زاهر كرئيس منتخب للاتحاد وأبقى على شحاتة في منصبه "لضيق" الوقت قبل أمم أفريقيا 2006 في مصر لتكون سطر البداية في رحلة أسطورية لم نخرج من نشوتها حتى الآن.
حسنَا.. من لا يقرأ الماضي لا يفهم الحاضر ولا يخطط للمستقبل، أولا ما الهدف الأول للمنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة ؟
هو مونديال 2026 وخلال الرحلة كأسي أمم أفريقيا 2023 و 2025 في كوت دي فوار وغينيا على الترتيب، وبالتالي علينا وضع أساس للتخطيط وكما أعطتنا الصدفة حسن شحاتة في 2005 ، تكرر الصدفة كرمها الآن في صورة محمد شوقي .. مدرب المنتخب الوطني، وأحد أبرز أعمدة جيل الثلاثية الشهير.
فشوقي حاليا في رأيي هو المشروع الذي يجب أن يبنى عليه المنتخب الوطني، الرجل الذي يعد أن المنتخبات الوطنية منذ أن كان في السادسة عشر من عمره، وحقق برونزية الأرجنتين 2001 ، ولعب مع المنتخب الوطني وشارك وتألق في 2006 و 2008 و كأس القارات 2009، وكان عضوا في جيل الأهلي التاريخي، منحه القدر و منحنا فرصة أن يعمل في المنتخبات الوطنية مع المنتخب الأوليمبي ويحقق كأس الأمم الأفريقية للمنتخبات الأوليمبية في القاهرة ويتأهل لأولمبياد طوكيو وهو عضو في الجهاز الفني ، ثم يتولى مع كارلوس كيروش المهمة من 6 أشهر ، ليمنحنا القدر عن طريق الصدفة المشروع المثالي لمدرب المنتخب الوطني، ولهذا بعيدًا عن كيروش وبقائه على اتحاد الكرة أن يستمثر في شوقي، إذا استمر كيروش يبقى شوقي معه، إذا رحل كيروش، يبقى شوقي مع المدرب الجديد ويتم ترقيته لمدرب عام، هذا هو السيناريو الأول.
أما السيناريو الثاني، فيتولى شوقي من الآن مهمة المدير الفني للمنتخب الأوليمبي بمهمة لـ4 سنوات بلا شروط، على أن يتم ترقيته كمدير فني للمنتخب الأول لأن هكذا تكون المشاريع المستقبلية.
يواخيم لوف كان مساعدًا ليورجن كلينسمان في المنتخب الألماني من 2004 حتى 2006، هانز فليك المدير الفني الحالي لمنتخب ألمانيا كان مساعدًا ليواخيم لوف نفسه في الفترة من 2006 وحتى 2014، إنجلترا التي ظلت بعيدة عن كل العالم على صعيد المنتخبات عادت لنصف نهائي المونديال ونهائي اليورو مع جاريث ساوثجيت الذي كان مديرا فنيا لمنتخب تحت 21 سنة في الفترة من 2013 حتى 2016، حتى أليو سيسيه المدير الفني "الناجح" للسنغال، تولى مهمة منتخب السنغال الأوليملي من 2013 حتى 2015، ثم تولى مهمة السنغال من 2015 حتى الآن، ليحقق في سبع سنوات التأهل للمونديال مرتين (2018 - 2022) ووصيف أمم أفريقيا 2019 وبطل أمم أفريقيا 2021.
فهل نستغل الصدفة مرة أخرى ولكن بأساس علمي حقيقي ولو على الأقل في طريق واحد فقط ضمن شبكة طرق تحتاجها الكرة المصرية من أجل العودة لمكانها الطبيعي على القمة؟
ولهذا كانت أول كلمات هذه الدردشة الكتابية.. فالأزمة ليست في كيروش.. والحل في محمد شوقي.