الأهلي والرجاء.. نقاط ضعف الفريق المغربي وكيف يتم التعامل معها؟ "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
السبت، 16 أبريل 2022 12:02 ص
الأهلي والرجاء
يستعد النادي الأهلي لاستضافة نظيره الرجاء المغربي مساء الغد، السبت على ملعب "الأهلي وي السلام" في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا.
ويسعى النادي الأهلي للخروج بنتيجة إيجابية من القاهرة، وذلك من خلال تسجيل الأهداف بجانب الحفاظ على نظافة شباكه وذلك لدخول لقاء الإياب بأفضلية أمام الزحف الجماهيري المتوقع في ملعب محمد الخامس في المغرب.
وكان الأهلي قد واجه الرجاء المغربي منذ أشهر معدودة في لقاء السوبر الإفريقي، والذي حصل المارد الأحمر على لقبه بفضل ركلات الترجيح بعدما خطف تعادلًا متأخرًا أمام نسور المغرب.
ولكن فريق الرجاء الحالي تغير شكلًا ومضمونًا عن الذي واجهه الأهلي في السوبر الإفريقي، وذلك بعد تغيير المدير الفني البلجيكي مارك فيلموتس وتعيين رشيد الطوسي بدلًا منه.
وبشكل مبدئي قام رشيد الطوسي بتغيير طريقة اللعب التي اعتمد عليها الرجاء تحت قيادة البلجيكي (4/2/3/1)، مفضلًا الاتجاه إلى 3/4/3 في المباريات الأخيرة التي قاد الفريق المغربي بها.
نقاط القوة
التحولات:
يعتمد رشيد الطوسي رفقة الرجاء المغربي على الضغط المتأخر "Low Block" على الخصم خاصة في المباريات الكبيرة مع الاعتماد هجوميًا على التحولات السريعة وضرب الخصم بالهجمات المرتدة.
ويتحول نادي الرجاء في الحالة الدفاعية إلى رسم أقرب إلى 5/4/1 مع وجود الفريق بخطوط متقاربة في وسط ملعبه، باستثناء رأس الحربة "حميد أحداد على الأغلب" في منتصف ملعب الخصم للضغط على قلبي الدفاع.
ومع قطع الرجاء للكرة، يحاول اللاعبون شن الهجمات المرتدة السريعة وتحديدًا على أطراف الملعب إذ يكون هدف الفريق الواضح هو إرسال الكرات المباشرة إلى طرف الملعب الخالي "غالبًا يتم التركيز على الجهة اليمنى" لاستغلال اندفاع الخصم.
ومن ثم يتحرك حميد أحداد والجناح العكسي بشكل قطري نحو منطقة الجزاء في أنصاف المساحات التي تظهر بين رباعي خط الدفاع لاستقبال التمريرة المباشرة في هذه المساحات.
ولذلك يجب على الأهلي محاولة وأد خطورة الهجمات المرتدة من منشأها وقطع الكرة بشكل سريع فور فقدانها أو تعطيل اللعب بارتكاب خطأ تكتيكي وعدم إعطاء فرصة للخصم للعب الكرات الطولية بأريحية.
الجهة اليمنى:
تُعد الجهة اليمنى لفريق الرجاء المغربي هي أبرز نقاط القوة لديه بوجود الثنائي، عبد الإله مدكور ومحسن متولي وتحديدًا في الناحية الهجومية لما يمتلكاه من تناغم كبير وقدرة على اختراق الجهة اليسرى لأي خصم.
يكفي أن نؤكد أن الـ7 أهداف المُسجلة من فريق الرجاء المغربي جاءت من الجهة اليمنى للفريق سواء كبداية للهجمة أو صناعة مباشرة، وهو ما يوضح لنا مدى اعتماد الفريق على تلك الجهة.
ويركز الرجاء المغربي على فتح عرض الملعب بالكامل من خلال عبد الإله مدكور مع تحرك محسن متولي في أنصاف المساحة بين الوسط والدفاع، لمحاولة اختراق هذه المساحة أو مساعدة مدكور في القيام بـ"Overlap" واختراق هذه المساحة.
وغير الثنائي، فإن حميد أحداد يحاول دائمًا استلام الكرة الطولية بشكل يميل إلى الجهة اليمنى، كما حدث في الهدف الذي سجله بمرمى الأهلي في السوبر الإفريقي، من خلال التحرك القطري في هذه المساحة مباشرة.
ولذلك يجب على الأهلي حماية علي معلول، والذي يٌعد ثغرة دفاعية بالنسبة للفريق خاصة مع انطلاقه بشكل مستمر واهتمامه بالأدوار الهجومية، ويتم ذلك سواء بميل أليو ديانج أو حمدي فتحي للتغطية خلفه حال صعد للهجوم، أو العودة إلى طريقة 3/4/3 مجددًا.
الكرات الثابتة:
يُجيد نادي الرجاء المغربي استغلال الكرات الثابتة بشكل كبير، لما يمتلكه من أطوال كبيرة للاعبيه والذين يجيدون ضربات الرأس وتحديدًا ثلاثي قلب الدفاع.
ويقوم أحد لاعبي الرجاء بالتحرك نحو القائم القريب مع وجود ثلاثي في عمق منطقة الجزاء أثناء تنفيذ الكرة الثابتة مع التركيز على هذه المنطقة في إرسال الكرات العرضية.
على الأهلي تقليل ارتكاب الأخطاء حول منطقة جزاء الفريق وتشتيت الكرات إلى الضربة الركنية لعدم وضع الفريق تحت ضغط استقبال هدف في ظل تركيز الرجاء المغربي على هذه الكرات خاصة خارج الأرض.
نقاط الضعف
الجهة اليسرى:
يُعاني نادي الرجاء المغربي دفاعيًا من الجهة اليسرى حيث يلعب عبد الجليل جبيرة وذلك بسبب سوء تمركزه وضعفه في المواجهات المباشرة 1 على 1، وهو ما يجعله نقطة ضعف كبيرة في صفوف الفريق.
كما يتسبب جبيرة في أزمات دفاعية بسبب ضعفه في التغطية العكسية حيث ينجح جناح الخصم كثيرًا في الهروب منه في الكرات العرضية بسبب المساحة التي يتركها خلفه أو مع قلب الدفاع المجاور له.
وهنا يجب على الأهلي التركيز على هذه المنطقة في اختراق دفاع الرجاء المغربي وشن الهجمات عليه، بإعطاء الحرية الهجومية للظهير الأيمن مع الجناح الأيمن لخلق زيادة عددية متكررة على الظهير الأيسر للرجاء.
كما يتم التركيز على إرسال العرضيات من علي معلول على القائم البعيد العكسي لاستغلال سوء التغطية العكسية من جبيرة.
العرضيات الأرضية:
تتسبب الكرات العرضية الأرضية للقادمين من الخلف في مشاكل كبيرة لدفاع الرجاء المغربي، وذلك بسبب تركيز لاعبيه على الكرة والاندفاع نحو المرمى.
اتجاه مدافعي الرجاء إلى مرمى الفريق لمنع عرضيات الخصم، يجعل المساحة على حافة منطقة الجزاء فارغة تمامًا لذلك يمكن استغلالها بتمريرات أرضية للاعبي الوسط وأفشة أو الجناح العكسي القادم من الخلف.
وهنا سيتعين على الأهلي الابتعاد عن الأرضيات العالية والاتجاه إلى العرضيات الأرضية المرسلة مع التحرك في هذه المساحة واستهداف التمركز بها مع التسديد المباشر لعدم انقضاض لاعبي الخصم على حامل الكرة.
بشكل إجمالي، الرجاء المغربي ليس خصمًا صعبًا يصعب مواجهته بل لديه عيوب كبيرة يمكن للأهلي استغلالها للتغلب عليه، لكن على بيتسو موسيماني اللعب ككتلة واحدة وعدم توسيع الملعب بين الدفاع والهجوم والاعتماد على الكرات الطولية لأنها لن تكون مفيدة مع لاعبين يجيدون الكرات العالية.
كما يعيب لاعبو الرجاء المغربي دفاعيًا ضعفهم في المواجهة 1 ضد 1 وهو ما يجعل المهارات الفردية قادرة على صنع الفارق في هذه المباراة، وهنا سيعول الأهلي كثيرًا على أحمد عبد القادر، وبيرسي تاو -إن استعاد مستواه الذي ظهر عليه مع بداية الموسم-.