الأهلي والرجاء.. خطأ مُكرر واستغلال مميز لأنصاف المساحات (تحليل)

كتب : إبراهيم جاد

الأحد، 17 أبريل 2022 01:34 ص

shareicon

مشاركه

الأهلي والرجاء

الأهلي والرجاء

حقق النادي الأهلي الفوز على ضيفه نادي الرجاء البيضاوي المغربي على ملعب "الأهلي وي السلام" بهدفين مقابل هدف وحيد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.

وسجل عمرو السولية وحسين الشحات هدفي الأهلي، فيما سجل محمد الزريدا هدف الرجاء الوحيد، وأضاع عمرو السولية ركلة جزاء في الدقيقة 61.

طريقة اللعب:

فاجأ بيتسو موسيماني الجميع بالاعتماد على طريقة لعب 4/4/2 بالدفع ببيرسي تاو بجوار محمد شريف، مع وضع حسين الشحات وأحمد عبد القادر كجناحين، وأيمن أشرف كظهير أيسر بديل لمعلول.

تركيز بيتسو موسيماني كان على توسيع الملعب بوجود الجناحين على خطي التماس، مع تحرك بيرسي تاو في أنصاف المساحة بين المساك والظهير المجاور له سواء يمينًا أو يسارًا.

وكان يعتمد الأهلي في الخروج بالكرة على طرفي الملعب مع ميل واحدًا من عمرو السولية وأليو ديانج نحو الناحية التي تتواجد بها الكرة، لخلق مثلث مع الظهير والجناح في هذه الجهة، وكسر ضغط الخصم.

التحولات السريعة وأنصاف المساحة:

الأهلي اعتمد في هجومه على الرجاء المغربي على التحولات السريعة، وذلك من خلال النقل السريع للكرة من الطرف نحو الوسط، مع إرسال كرة مباشرة نحو المساحة التي يتم تفريغها.

ويقوم لاعبو الأهلي بتمرير الكرة في المناطق الخلفية، مع تحرك لاعبي الوسط للخلف نسبيًا من أجل استلام الكرة، مع دخول بيرسي تاو كصانع لعب "مركز 10"، مع تحرك الجناحان للخلف على خطي التماس لاستلام الكرة.

هنا يتقدم ظهيران الرجاء خلف جناحي الأهلي، وهنا يتحرك بيرسي تاو مباشرة في المساحة التي تظهر خلف الظهير المتحرك للأمام لاستلام الكرة المباشرة.

وفي حال لم يتقدم ظهيرا الرجاء، واعتماد على الضغط المتوسط أو الضغط المتأخر، فيحاول بيرسي تاو التحرك دائمًا في نصف المساحة بين الظهير والمدافع المجاور له، وهي اللعبة التي جاء منها الهدف الثاني.

وبعض الأحيان يتفطن الظهير لنصف المساحة التي تظهر خلفه، فيعود للخلف وهنا تظهر المساحة أمام الجناح لاستلام الكرة بأريحية مع انطلاق الظهير لعمل "Overlap" معه ويتمكن الأهلي من اختراق دفاع الخصم.

ما عاب موسيماني اليوم هو تغييراته، تحديدًا بعد طرد مدافع الرجاء المغربي، متخليًا عن طريقته في اختراق أنصاف المساحات بسحب محمد شريف ووضع بيرسي تاو كمهاجم صريح، ليفقد حركيته بعدما كان رأس الحربة الصريح يخطف العين ويبعد عنه الرقابة مما يعطيه حرية التحرك.

توتر لاعبي الأهلي ومعهم المدير الفني بعد استقبال الهدف الأول، جعل هناك حالة من الاستعجال والرغبة في الوصول للمرمى بأسرع طريقة وهي الكرات الطولية المباشرة، وعلى الرغم من ذلك فإن مع بعض اللقطات التي عاد بها الأهلي للتركيز على أنصاف المساحات لاختراقها.

خطأ مكرر:

الهدف الذي استقبله الأهلي اليوم في مواجهة الرجاء اليوم من لعبه مكررة، ضُرب بها دفاع المارد الأحمر في 5 أهداف تقريبًا الموسم الحالي بين بطولتي إفريقيا والدوري المصري.

ظهير الخصم يقوم بعمل Overlap من خلف الجناح متحركًا في ظهر ظهير الأهلي سواء الأيسر "وهو الأكثر" أو الأيمن لاستلام التمريرة في المساحة، ثم يقوم بإرسال عرضية أرضية للخلف في المساحة الغير مغطاة بين المدافعين والارتكازين.

الأهلي استقبل هدفين من المريخ بهذه الطريقة، وهدف أمام صن داونز في الإياب بنفس الأسلوب إضافة إلى أكثر من 3 أهداف في الدوري المصري بنفس الطريقة، وهو ما يعني أنها ثغرة أصبحت معروفة للخصوم.

وتُعد هذه اللعبة مسؤولية مشتركة من الظهير الذي يتم اختراق المساحة خلفه، والارتكازان لعدم تغطيتهما للمساحة أمام المدافعين في ظل تركيزهم على التغطية على مهاجمي الخصم في "حلق" المرمى.

بشكل إجمالي، الأهلي قدم مباراة كبيرة ونجح في خلق العديد من الفرص حيث وصلت تسديدات لاعبي المارد الأحمر 26 تسديدة من بينها 11 كرة على المرمى وأهدر ركلة جزاء، وهي آفة مكررة لدى الأهلي وهي إهدار الفرص المحققة وآخرها كان أمام صن داونز في دور المجموعات على نفس الملعب.

على موسيماني العمل على تطوير حالة الفريق في عملية التحول من الهجوم إلى الدفاع، حيث يظهر لاعبو الفريق في حالة تسرع كبير أقرب لـ "الهرجلة" ركضًا خلف الكرة وهو ما يظهر المساحات الشاسعة داخل أرضية الملعب، وكلفت الأهلي العديد من الأهداف.