الزمالك وفيريرا.. الدبة التي تقتل صاحبها!
كتب : محمد داود
الجمعة، 13 مايو 2022 04:49 م
بالتأكيد سمعت عن حكاية الدبة التي قتلت صاحبها، ليس بدافع الكره لكن الحب، فعندما رأت الدبة ذبابة على رأس صاحبها تزعجه أثناء نومه، أرادت أن تبعدها عنه فوجهت بقبضتها ضربة للذبابة، هربت الذبابة لكن قبضة الدبة سقطت على وجه صاحبها فقتلته، قصة الدبة وصاحبها ربما تكون أقرب ما يكون إلى موقف الزمالك الحالي مع مدربه جيزوالدو فيريرا.
البرتغالي فيريرا كان سئ الحظ باستلام فريق في منتصف الموسم بدون أي فرصة لتدعيم الفريق أو التعاقد مع أي لاعب، وجودة الفريق التي يمتلكه داخل الملعب أو على مستوى البدلاء سيئة للغاية، ما بين فقر في العناصر بسبب مشكلة القيد وعدم تدعيم الفريق بصفقات قوية منذ موسمين، بالإضافة إلى تراجع مستوى بعض اللاعبين المميزين مثل بنشرقي والونش، ومستوى سئ للبعض الآخر مثل المثلوثي وابوجبل، مع خلو دكة البدلاء من اللاعبين المميزين.
فيريرا استلم الفريق في حالة متدنية على كل جميع الأصعدة الفنية والنفسية من سابقه باتريس كارتيرون الذي لم يكن ينفذ أي عمل فني يذكر مع الفريق في آخر أيامه، لكن المشكلة الأكبر أن فيريرا بهذا الإرث السئ مطالب بالمنافسة على بطولة الدوري خاصة مع تعثر الأهلي في المباريات الأخيرة في الدوري.
فيريرا الذي أمامه الكثير من العمل الفني ليقوم به ليضع منظومة لعب، ويخلق نظام داخل الفريق، ويساعد بعض اللاعبين على التطور، ويساعد البعض الآخر على استعادة مستواه، وحتى بعد النجاح في كل تلك المهام سيكون بحاجة إلى تدعيم الفريق بنهاية الموسم ، يجد نفسه الآن وفي اللحظة الحالية مُطاَلب أن يسحب هذا الفريق إلى المنافسة على لقب الدوري الذي يذهب غالبًا لصاحب النفس الأطول، وعمق القائمة الأفضل، ربما هذه واحدة من أسوأ المواقف التي تعرض لها البرتغالي المخضرم في مسيرته التدريبية.
مع هذا الوضع الحماسي في المنافسة، والمتأزم فنيًا قد يتناسى البعض كل المعطيات المحيطة بالفريق، ويبدأ في لوم المدير الفني على تغير داخل المباراة أو قرار يخص لاعب، متجاهلين كل المعطيات السابقة، كأن فيريرا يمتلك كل مقومات النجاح وقراره كان سبب الإخفاق.
فيريرا مثله مثل باقي المدربين يخطئ ويصيب، يجيد في بعض المباريات، وربما حتى يخفق في البعض الآخر، واللوم على المدير في أحد القرارات في حد ذاته ليس مشكلة، لكن مع موقف الزمالك الحالي، واحتمالية تعرض الفريق لمواقف صعبة مختلفة على مدار الموسم، ربما يتحول اللوم على المدرب إلى حالة من العداء أو تسليط المشكلة على المدير الفني نفسه؛ لأن الطبيعة البشرية تفضل دائمًا أن تجد شخص واحد واضح تضع على يديه سكينة الفشل والأخفاق، بدلًا من التفكير في كل الأسباب السابقة التي يحاول فيريرا مواجهتها والنجاح رغمًا عنها.
فيريرا أمامه الكثير من العمل ليقوم به، وحجم هذا العمل ربما أكبر بكثير جدًا من الأختلاف على اسم لاعب أو تبديل في مباراة او حتى قرار خاطئ من المدير الفني، علمًا بأن فيريرا يجب محاسبته وتقييمه من الموسم المقبل، وبالتأكيد لأنه مدرب الزمالك مطالب بتحقيق لقب كل بطولة يشارك فيها تحت أي ظروف، لكن من المهم أثناء مطالبته بتلك البطولات ادارك واقع الفريق والتأكيد عليه في كل مرة حتى لا تصبح تلك المطالبات مثل الدبة التي قتلت صاحبها.