جوارديولا فيلسوف حالم أم رأسمالي يملك خزائن الأرض!

كتب : محمد داود

الثلاثاء، 24 مايو 2022 10:51 م

shareicon

مشاركه

بيب جوارديولا

بيب جوارديولا

نجح المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا في قيادة نادي مانشستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة خلال 5 سنوات له في البريميرليج.

لماذا السيتي؟! في كتابه "Pep Guardiola: The Evolution" يكشف الكاتب الإسباني مارتي بيرارنو، أشهر من كتب السيرة الذاتية لبيب جوارديولا عن أسباب اختيار الإسباني للسيتي حيث بدأ بمجموعة تساؤلات تسعى لنفس الهدف.

لماذا يترك البايرن لحساب السيتي؟ ولماذا يتخلى عن حياته الرائعة في ميونخ وعن نادي أسطوري في أوروبا ومجموعة من اللاعبين الأفذاذ عمل كثيرًا ليشكلهم ويطورهم، خاصةً إنه شخص قضى كل حياته في أندية عتيقة تاريخيًا وبالتالي أختيار السيتي يبدو إستثنائي؟!

يرى الكاتب إن السؤال هو ذاته الإجابة، جوارديولا آتي من عمالقة في تاريخ الكرة الأوروبية لذلك كان منجذب لتواجده في نادي أقل صلة بالتقاليد والأعراف؛ لأنه في السيتي لن يسمع كثيرًا جملة "لكن دي الطريقة اللي دايمًا كنا بنشتغل بيها" 

أما حسب ترجمتي الشخصية "هذا ما وجدنا عليه ابائنا الأولين" ببساطة يقول مارتي أن جوارديولا أراد التواجد في نادي لا يملك أي تقاليد تاريخية أو فلسفة معينة حتى يضع فلسفته داخل النادي بدون أي عوائق، بالإضافة لبحثه عن تحدي جديد والسيتي كان النادي المناسب للتجربة.

ويكمل الكاتب مارتي صديق جوارديولا أن بيب يرى الأشياء بشكل مختلف عنا، لماذا يترك ميسي في عز موهبته ويودع موهبة بوسكيتس الرائعة التي اكتشفها ويترك تشافي وأنيستا، وبعدها بثلاث سنين يكرر ذلك مرة أخرى رفقة نوير وفليب لام وألبا؟

الإجابة ببساطة لأنها طبيعة بيب جوارديولا، فالحياة بالنسبة له مرتبطة بالتعلم والنضج أو كما ما شبهه المعماري الكتالوني ميجيل ديلبوزو "بيب مثل فنان ينهي تحفته أو عملة المميز وبعدها يرحل، أهم شئ عند الفنان الحقيقي هي عملية البناء وليس المنتج النهائي، بيب يغمر نفسه في العمل لكن حينما يصبح جاهز للتقديم للعالم يفقد الاهتمام" وبالتالي هذا كان سبب رحيله بعد ثلاث سنوات من البايرن ومن قبلها برشلونة.

‏في رأيي الشخصي بعد تجربة برشلونة وبايرن ميونخ اختار جوارديولا السيتي، حتى يعمل بحرية بدون الإزعاج بالحديث عن إرث النادي، ويمتلك المساحة ويعمل بكل أفكاره بدون الوقوف على نتيجة مباراة أو موسم أو ربط مصيره ومساره ببطولة؛ لأنه يدير مشروع متحكم في كل تفاصيله، ‏حتى الوقت العدو الأول لكل مدرب مع الجمهور، كان متاح أمامه لنضوج المشروع.

جوارديولا عبقري، أراد أن يريح نفسه من كل الهراء المتردد في كرة القدم، لكنه امتلك تلك الرفاهية دون البقية، لإنه وحده بيب جوارديولا.

أما بالعودة إلى سؤال المقال هل جوارديولا فيلسوف حالم أم رأسمالي يملك خزائن الأرض، ‏اتفهم رغبة الناس في حصر جوارديولا في صورة المدرب الذي يملك خزائن الأرض، لكن الحقيقة إنه يدير مشروع يوجد فقط في عقله، ويسعى لأهدافه الخاصة، ويريد الفوز على طريقته، لذلك يختار عناصر تناسب أفكارة ولا يهم إن كانت الأفضل في المطلق أو الأغلى في التاريخ، فإن كان سعر اللاعب مليون أو 10 أو 100 سيختاره دون النظر للقيمة المادية.

جوارديولا إنسان حالم وهذا هو الجزء الأهم في حكايته، أما الأموال فكانت عنصر يحتاج أن يحذفه من معادلته حتى يعمل بطريقته دون التحجيم بعنصر المال، والسيتي كان النادي الذي توافرت فيه كل العناصر حتى يصل إلى حلمه.