5 محاور تكتيكية تحسم بطل أوروبا بين ريال مدريد وليفربول "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
السبت، 28 مايو 2022 12:22 ص
ليفربول وريال مدريد
تتجه أنظار العالم مساء اليوم، السبت إلى العاصمة الفرنسية باريس وتحديدًا ملعب "ستاد دو فرانس"، والذي يحتضن نهائي دوري أبطال أوروبا بين ناديي ريال مدريد وليفربول.
وعبر نادي ريال مدريد عقبة مانشستر سيتي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد ريمونتادا تاريخية، بعدما انتصر بثلاثية مقابل هدفين بمجموع المباراتين.
أما نادي ليفربول فقد تخطى نادي فياريال في نصف النهائي بعد الفوز عليه بخمسة أهداف مقابل هدفين بمجموع المباراتين، ليمر إلى نهائي دوري الأبطال.
وبإلقاء النظر على نهائي دوري أبطال أوروبا، سنجد أن هناك 5 محاور تكتيكية رئيسية ستدور حولها المباراة وستحدد بنسبة كبيرة الفائز باللقب الغالي.
في البداية، يجب التأكيد أن المباراة النهائية ستقام بين مدرستين مختلفتين تمامًا، الأولى هي مدرسة الضغط العالي والإيقاع الجنوني لليفربول مع يورجن كلوب، والثانية مع المدرسة الكلاسيكية التي تعتمد على رد الفعل وغلق المساحات أمام الخصم مع ضربه بالتحولات السريعة.
ضغط ليفربول العكسي
يمتاز نادي ليفربول تحت قيادة المدير الفني الألماني يورجن كلوب بسرعة الضغط العكسي فور خسارة الكرة في الجزء الهجومي، وذلك بهدف سرعة افتكاك الكرة وحماية الفريق دفاعيًا.
ويعتمد يورجن كلوب على الضغط العالي مباشرة فور فقدان الكرة، وذلك لاستخلاص الكرة بعد ثواني معدودة من خسراتها في مناطق قريبة من مرمى ريال مدريد لسرعة صناعة فرص جديدة.
ويُعد الأسلوب الذي يعتمد عليه يورجن كلوب سلاح ذو حدين، إذ أن الضغط في حال نجح فإنه يعطي الفريق أفضلية سواء دفاعيًا بحماية الفريق من هجمات الخصم أو هجوميًا من خلال صناعة فرص خطيرة سريعًا والفريق الخصم خارج تمركزه "Out of position".
أما في حال فشل الضغط العكسي العالي في افتكاك الكرة، فإن الفريق سيكون معرض للضرب في المساحة خلف خط الدفاع، والذي يكون متمركز تقريبًا على خط وسط الملعب، تاركًا خلفه مساحة شاسعة.
تحولات أنشيلوتي القاتلة
على الجانب الآخر، يعتمد المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي على سياسة رد الفعل، حيث يعمل على غلق المساحة في وجه الخصم ومنعه من فرض أسلوبه مع ضربه بالتحولات السريعة.
ويُحبذ أنشيلوتي مواجهة الفرق التي تعتمد على الضغط العالي مثل ليفربول، حيث تظهر مساحات شاسعة في خط الدفاع، يستطيع من خلالها لاعبو ريال مدريد شن الهجمات المرتدة السريعة واستهداف هذه المساحات.
تركيز ريال مدريد في عملية التحول يكون على الجناح الأيسر، فينيسيوس جونيور والذي يمتاز بالسرعة الكبيرة وسيواجه نقطة قد تكون الأضعف دفاعيًا للريدز، أرنولد والذي يترك دائمًا مساحات شاغرة خلفه في ظل انطلاقاته الهجومية المتكررة.
التحدي الذي سيواجه نادي ريال مدريد، هو القدرة على الخروج من ضغط ليفربول العكسي فور فقدان الكرة بنجاح، حيث يعاني ثنائي الوسط توني كروس وكاسيميرو من تراجع كبير في المستوى قد يجعل الأمر أزمة للميرنجي.
ويكون اعتماد ريال مدريد بالكامل في عملية الخروج بالكرة على لوكا مودريتش مع نزول كريم بنزيما خلف وسط ملعب الخصم للمساعدة في ذلك، وهو ما سيجعل ضغط ليفربول العكسي خطرًا على الميرنجي حال تم محاصرة الثنائي المسؤول عن الخروج بالكرة.
ولكن حال نجح ريال مدريد في كسر ضغط ليفربول العكسي بنجاح، سيكون أمامه فرصة ذهبية لتهديد مرمى أليسون بيكر في ظل تقدم خط دفاع ليفربول والمساحات الكبيرة في الخلف.
أظهرة فتاكة
يمتلك نادي ليفربول ظهيرين يُعتبران هما الأفضل في العالم بالوقت الحالي، أليكسندر أرنولد وآندي روبرتسون والذي يعتمد عليهما يورجن كلوب بشكل أساسي في تنفيذ أفكاره الهجومية.
ويعتمد كلوب في أفكاره الهجومية على الاختراق من الأطراف مستخدمًا أرنولد وروبرتسون، وقدرتهما الكبيرة على الاختراق من الطرف بجانب عرضياتهم الدقيقة.
ويكون وجوبًا على نادي ريال مدريد في إيجاد حل لمواجهة ظهيري ليفربول، وتحديدًا من خلال الالتزام الدفاعي من الجناحين ومراقبة الظهيرين بشكل مستمر.
صراع فينيسيوس - أرنولد
على الناحية الأخرى، فيُعد صراع الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور مع الظهير الإنجليزي أليكسندر أرنولد محوريًا في تفوق نادي ريال مدريد على المستوى الهجومي وقدرته على تشكيل خطورة كبيرة.
ويعتبر فينيسيوس جونيور هو مفتاح اللعب والخطورة الأول لنادي ريال مدريد في عملية صناعة الفرص، وذلك من خلال سرعته في التحولات الهجومية مع مهارته الفردية العالية التي تجعله يتفوق على منافسه.
ومع اندفاع أليكسندر أرنولد الهجومي ووجود مساحات شاسعة خلفه بشكل مستمر، سيكون هناك فرصة ذهبية لفينيسيوس من أجل استغلال ذلك، وهو ما يفطن له كلوب بكل تأكيد.
وفي حال نجح كلوب لإيجاد حل للحد من خطورة فينيسيوس ومنع تفوقه في الجهة اليسرى لريال مدريد في صناعة الفرص، سيقضي على أكثر من 50% من قوة الميرنجي الهجومية.
الكرات الثابتة
أصبحت الكرات الثابتة بمثابة سلاح واضح في يد نادي ليفربول على مدار الموسم الحالي، حيث أصبحت كتيبة كلوب قادرة على استغلالها بشكل مثالي وتسجيل العديد من الأهداف منها.
وسجل نادي ليفربول في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز 18 هدفًا من الكرات الثابتة، 15 هدفًا من ضربات ركنية و3 أهداف من كرات ثابتة، وهو دليل على التفوق الكبير لرجال كلوب في استغلال الكرات الثابتة.
ريال مدريد هو الآخر يستغل الكرات الثابتة وتحديدًا الركنيات بشكل جيد للغاية، قد لا يكون بنفس مثالية استغلال ليفربول لها، ولكنها تبقى سلاح هام في يد كارلو أنشيلوتي.
وسجل لاعبو ريال مدريد 11 هدفًا من الكرات الثابتة، 10 أهداف من الضربات الركنية وهدف وحيد من ضربة ثابتة غير مباشرة وهي نسبة جيدة للغاية في الدوري الإسباني.
وفي مباراة تمتاز بالتفاصيل الدقيقة للغاية، ستكون للضربات الثابتة كلمة هامة ومن يستغلها ستمثل له كلمة سر في طريق تحقيق اللقب بكل تأكيد، مما يجعلها نقطة محورية في مسار المباراة وتحديد البطل.