كيف ساعد موسيماني الوداد على عزل الأهلي في نهائي دوري أبطال إفريقيا؟ "تحليل"

كتب : هشام كمال

الثلاثاء، 31 مايو 2022 09:29 م

shareicon

مشاركه

بيتسو موسيماني

بيتسو موسيماني

استطاع نادي الوداد المغربي تحقيق الفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا، بعد الفوز على الأهلي في المباراة النهائية بهدفين نظيفين، وذلك في المباراة التي أقيمت على ملعب محمد الخامس.

وظهر الأهلي خلال المباراة كأنه عاجز على اختراق دفاع ووسط ملعب الوداد المغربي، والفرص الخطيرة للقلعة الحمراء كانت أقل من المعتاد، في مثل هذه المباريات.

من جهة أخرى تمكن وليد الركراكي من دراسة الأهلي بشكل جيد، واستطاع أن يعزل هجوم الأهلي تمامًا عن مرحلة بناء اللعب.

ويقدم "Kora Plus" تحليل بالصور لأبرز النقاط التي تفوق فيها الوداد على الأهلي:

عزل الهجوم عن نص الملعب والدفاع:

من الواضح أن وليد الركراكي شاهد أكثر مباراة للأهلي وتمكن من دراسة أسلوب لعب موسيماني، والذي يظهر في أفضل شكل، إذا اعتمد الفريق المنافس على الضغط العالي وتقدم خط الدفاع، وبالتالي تظهر المساحات في خط دفاع الخصم، وهنا يتمكن الأهلي من استغلال هذه المساحات، وبالتالي تحقيق الخطورة على مرمى المنافس.

وبالتالي اعتمد الركراكي على الضغط على الأهلي، ولكن من أمام خط نصف الملعب، مع تضييق المساحات بين الخطوط، وتراجع لخط الدفاع، حتى لا تظهر المساحة في دفاعه.

أهم مع اعتمد عليه الركراكي هو الضغط بخمسة لاعبين في نصف ملعب الأهلي، وعزل خط هجوم الأهلي، عن باقي الخطوط، وهنا يلجأ الأهلي للكرات الطويلة فقط.

تعليمات الركراكي للاعبيه كانت واضحة، بأهمية استلام حمدي فتحي وأليو ديانج الكرة ولكن دون إعطاء الفرصة للثنائي استلام الكرة واللف بها ثم إرسالها للمهاجمين، وبالتالي في أي وقت استلام أي منهما الكرة كان يجد نفسه ينظر للشناوي فقط.

ومع غياب لاعب في دفاع الأهلي يتمكن من التمرير بشكل جيد، وبالتحديد مع غياب محمد عبد المنعم وبدر بانون، أصبح واجبًا على حمدي فتحي وأليو ديانج عودة الكرة إلى ياسر إبراهيم وأيمن أشرف ثم إرسال الكرات الطويلة.

الأهلي عانى من غياب عمرو السولية في نصف الملعب بسبب الإصابة، والذي كان قادرًا إخراج الكرة وبناء اللعب للأهلي، وكان يجب على موسيماني الدفع بمحمد مجدي أفشة منذ بداية المباراة للقيام بهذا الدور، وتقليل الأضرار.

الاعتماد على الكرات الطويلة:

لجأ الأهلي إلى الكرات الطويلة، في محاولة لكسر ضغط الوداد في نصف الملعب، ومحاولة إيجاد المساحات في دفاع الوداد، ولكن قصر قامة بيرسي تاو وحسين الشحات وأحمد عبد القادر، جعل تقريبًا جميع الكرات الطويلة لصالح دفاع الوداد.

ولكن على الرغم من تفوق دفاع الوداد في الكرات الطويلة، إلا أن الأهلي بالفعل نجح في مرتين إرسال تمريرات طويلة، كان من الممكن أن تشكل خطورة على مرمى الوداد ويستفيد منها الأهلي.

الأولى كانت تمريرة من علي معلول إلى حسين الشحات، والثانية كانت من طاهر محمد طاهر لبيرسي تاو، ولكن الأهلي لم يستغل هذه التمريرات.

أهم ما ميز هذه التمريرات للأهلي، هي أنها كانت تلعب في المساحة بين الظهير وقلب الدفاع، وليس في عمق الدفاع كما فعل الأهلي معظم أوقات المباراة.

التسديد من خارج منطقة الجزاء:

اعتمد نادي الوداد المغربي على واحد من أهم أسلحته في المباراة، وهو التسديد من خارج منطقة الجزاء، والذي جاء منه الهدف الأول للوداد، وتسديدة مبينزا في عارضة محمد الشناوي.

لاعبو الوداد اعتمدوا على الضغط على الأهلي أثناء بناء اللعب، وعزل نصف الملعب عن المهاجمين كما شرحنا، وعند قطع الكرة، يكون التفكير في المقام الأول هو التسديد على مرمى محمد الشناوي، من أي مكان في وسط الملعب، وبأي وضعية مع الاعتماد على عنصر المفاجأة.

عاب لاعبو الأهلي وتحديد خط الدفاع ووسط الملعب، هو عدم الضغط على حامل الكرة من الوداد، بعد فقدانها مباشرة، عندما كان يفقد الأهلي الكرة، كان وسط الملعب لا يضغط بالقوة اللازمة، وأيضًا لاعبو الدفاع كانوا يتركوا المساحة للاعبي الوداد أثناء التسديد، وبالتالي يحصلوا على الراحة اللازمة أثناء التسديد، وتشكيل الخطورة على مرمى الأهلي.

ميزة لم يستغلها الأهلي:

على الرغم من تفوق الوداد المغربي في الكثير من أوقات المباراة، إلا أن الأهلي كان يمتلك ميزة ولكنه لم يستغلها بالشكل الأمثل، وهو الضغط على دفاع الوداد المغربي، وتحديدًا عند الكرة الثانية بعد التمريرة الطويلة من الأهلي.

في مرتين تقريبًا طوال المباراة، عندما حاول لاعبو الأهلي الضغط على دفاع الوداد في الكرة الثانية، حصل الأهلي على الكرة، وكان قادرًا على تشكيل خطورة على دفاع الوداد.

ولكن أسلوب لعب الأهلي خلال المباراة، كان التراجع وعدم الاعتماد على الضغط طوال المباراة، إلا في أوقات قليلة، وتحديدًا في الربع ساعة الأخيرة من المباراة.

وهنا كان يجب على موسيماني تحديدًا بعد الهدف الأول، إعطاء تعليماته للاعبين بضرورة الضغط، والاستحواذ على الكرة الثانية، واستغلال ارتباك دفاع الوداد في الكثير من المواقف الدفاعية، ولكن فضل عدم المجازفة حتى الشوط الثاني.

القضاء على خطورة علي معلول:

يعلم نادي الوداد ومدربه وليد الركراكي أهمية وخطورة علي معلول في النادي الأهلي، وأنه أهم مفتاح للأهلي في الحالة الهجومية، وبالتالي عمل الركراكي على عزله تمامًا.

عمر نجيح المدرب المساعد في فريق الوداد المغربي، أكد في تصريحات بعد المباراة، أن فريقه اعتمد على غلق المساحة أمام علي معلول على الخط، وإجباره على الدخول لعمق الملعب، وبالتالي التقليل من خطورته.

وهو ما حدث بالفعل حتى الربع ساعة الأخيرة من المباراة، عندما تراجع الوداد بشكل كبير، ولكن دون ذلك كان علي معلول غير قادر على الاختراق الهجومي من على خط الملعب كما هو معتاد إلا في بعض الحالات النادرة.

موسيماني كان يجب عليه إعطاء تعليمات لأحمد عبد القادر بالتواجد أكثر على الجانب الأيسر لمعاونة معلول، منها يحاول خلق المساحة للنجم التونسي، ومنها يحاول سحب لاعبي وسط الوداد على الأطراف، وإيجاد المساحة في العمق.