خمس ملامح رسمت فشل إيهاب جلال أمام إثيوبيا (تحليل)
كتب : محمد جبر
الخميس، 09 يونيو 2022 09:33 م
مصر وإثيوبيا
قدم منتخب مصر واحدة من أسوأ مبارياته في الفترة الأخيرة، بعدما تعرض لخسارة مفاجأة أمام منتخب إثيوبيا في المباراة التي أقيمت اليوم الخميس في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2023، في التجربة الثانية لإيهاب جلال مع "الفراعنة".
وسجل أولًا لمنتخب إثيوبيا داوا هوتيسا في الدقيقة 21، قبل أن يحرز الهدف الثاني لمنتخب إثيوبيا، شيمليس بيكيلي في الدقيقة 39، بحيث يحتل منافس منتخب مصر المركز الأول في ترتيب المجموعة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023، بعدما جمع ثلاث نقاط من مباراتين، ففاز في لقاء وخسر آخر، وسجل ثلاث أهداف وتلقت شباكه هدفين.
أما منتخب مصر فيحل في المركز الرابع بترتيب المجموعة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023 برصيد ثلاث نقاط من مباراتين.
منتخب مصر في المباراة الأولى بتصفيات كأس الأمم الإفريقية فاز على غينيا بهدف نظيف، سجله مصطفى محمد في الدقيقة 87 في المباراة التي أقيمت على أرضية ستاد القاهرة الدولي.
وكانت هناك بعض ملامح في خسارة منتخب مصر أمام نظيره الإثيوبي، في الجولة الثانية من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2023.
أولًا: المساحات الشاسعة
اعتمد إيهاب جلال على طريقة لعب لتضغط بشكل عالٍ على دفاع الفريق الإثيوبي من ثم يقطع الكرة ويبدأ المنتخب المصري في هجماته، لكن "الفراعنة" واجههوا صعوبة كبيرة في رد فعل الهجمات المرتدة لإثيويبا، خاصة في ظل تباعد الثلث الدفاع عن وسط الملعب وعن المهاجمين.
في الشوط الأول تلقت شباك المنتخب المصري هدفين، كما ألغى الحكم هدف أخر، وفي هجوم آخر جاءت الكرة في القائم الأيمن، كل هذه الفرص كانت بسبب المساحات الشاسعة بين خطوط الفريق.
أما الضغط العالي لمنتخب مصر لم يتحقق بسبب محاولة تطبيقه بشكل عشوائي وعدم وجود تجانس في تطبيق أفكار إيهاب جلال.
ثانيًا: الدفاع المتقدم
فضل جلال الاعتماد على محمود علاء ومحمود حمدي "الونش" في مركز قلب الدفاع، وذلك بسبب التجانس بينهما، إلى جانب إقحام عمر جابر على اليمين وأيمن أشرف على اليسار، لكن واجه خط دفاع منتخب مصر مشكلة كبيرة وهي السرعات لمنتخب إثيوبيا.
كما أسلفنا الذكر طريقة اللعب اعتمد على الضغط العالي والدفاع المتقدم، لكن واجه ذلك "شوارع" في الدفاع، فتجد أنه بتمريرة ثم الثانية يمكن أن تنفرد بمحمد أبو جبل، حارس عرين الفراعنة، والطريقة بالطبع لا تتناسب مع قدرات الرباعي لأنها متعودان على الدفاع من ثلث الأخير في الملعب، وذلك إلى جانب عدم التعامل الجيد مع مهاجمين إثيوبيا الخطرين خاصة اللاعب رقم 10 أبو بكر نصير وبيكيلي اللذان يتميزان بالحركية والسرعة.
ثالثًا: سوء اختيارات اللاعبين
إذا سلطت النظر على وسط الملعب فستجد أن الثلاثي الذي بدأ قلب الملعب ليس بينهم أي تجانس وربما هذا الثلاثي لم يلعب من قبل معًا فكانت فكرة محفوفة بالمخاطر، فتم إقحام عمرو السولية كلاعب رقم 6 وإمام عاشور ومحمد مجدي "أفشة" كلاعبين رقم 8، ولم يستطع الثلاثي أن يغلق الملعب أمام المد الهجومي لإثيوبيا.
وفي خط الدفاع كان من الأفضل أن يتم البدء بعمر كمال عبد الواحد في مركز الظهير الأيمن بسبب خبرته الجيدة طوال فترة المدير الفني السابق كارلوس كيروش، إلى جانب إشراك أيمن أشرف في مركز الظهير الإيسر والذي ربما نسي مهام هذا المركز بسبب قلة مشاركته مع الأهلي في هذا المركز ولأنه يلعب كقلب دفاع.
وفي مركز الجناح كان من الأفضل عدم مشاركة عمر مرموش البعيد عن مستواه في الفترة الأخيرة وإشراك أحمد رفعت من البداية والذي يجيد المرواغة والتمرير الجيد، وهذا ما كان يساعد على تقليل العبء على الدفاع.
رابعًا: تغيير مراكز اللاعبين
بنظرة واحدة على تشكيل المنتخب الذي بدأ المباراة فتجد أن هناك أيمن أشرف لا يلعب في مركزه الأساسي وعمرو السولية الذي تم إقحامه كلاعب 6 لقطع الكرات ولم يشارك في مركزه رقم 8 كلاعب إرتكاز محوري لنقل الهجمة وربط الخطوط، أيضًا محمد مجدي "أفشة" لاعب الذي يجيد اللاعب كصانع ألعاب يلعب في مركز 8، وأخيرًا أحمد سيد "زيزو" يلعب كجناح إيسر رغم أنه يؤدي جيدًا في اليمين، وقد تم تدارك الأمر الشوط الثاني لكن بعد فوات الأوان.
خامسًا: نقص الخبرة
في الظروف الصعبة بالمباراة بعد تلقي هدفين نظيفين أمام إثيوبيا وهناك انهيار فلدى الفراعنة، قرر مدرب بيراميدز السابق إشراك مهند لاشين قليل الخبرة ومحمد إبراهيم البعيد عن منتخب مصر منذ فترة طويلة.
ولم يتوقف عند هذا الأمر لكن أيضًا تم إقحام أحمد عاطف الذي يشارك للمرة الأولى بقميص منتخب مصر في الدقيقة 87، وليس من الطبيعي أن يقدم شيء في هذه الأوقات الحرجة.
نقص الخبرة أيضًا ظاهر في تعامل إيهاب جلال مع ضغط المباراة ليس على اللاعبين الجدد فقط، فبعدما تلقى هدفين تشعر أن العشوائية زادت بشكل كبير مع صعوبة إلمام شتات الفريق، وربما في الشوط الثاني تحسن الأداء قليلًا لكن دون خطورة.