محمد صلاح هو الاستثناء وليس القاعدة

كتب : هشام كمال

الأربعاء، 15 يونيو 2022 05:35 م

shareicon

مشاركه

تشاء الأقدار أن يحتفل محمد صلاح بعيد ميلاده الثلاثين، في فترة هي الأسوأ تقريبًا في تاريخ الكرة المصرية، على مستوى المنتخب.

يشاء القدر أن يجمع الحدثين في نفس التوقيت تقريبًا ليظهر الفارق الكبير بين نجومية وأسطورة محمد صلاح، وبين تراجع موهبة وشخصية العديد من اللاعبين الذين يمثلون الكرة المصرية على مستوى المنتخب.

الفارق بين شخصية منتخب مصر أمام غينيا، وبين شخصية نفس المنتخب أمام إثيوبيا وكوريا الجنوبية، هو محمد صلاح فقط، فغياب أسطورة مصر عن المباراتين، أظهر عيوب منتخب مصر بالكامل، وأظهر حاجاتنا الشديدة، لبناء قواعد وأسس نسير عليها حتى نتمكن من إخراج حتى ولو جزء من محمد صلاح جديد.

ما فعله محمد صلاح وما وصل إليه من إنجازات وتاريخ ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي، ما هو إلا الاستثناء، وليس القاعدة التي نسير عليها في الكرة المصرية.

ما وصل إليه محمد صلاح كان بمجهود شخصي بحت منه، وصبر وعمل وتطور مستمر من شخصه وذاته، وليس هو القاعدة التي نعمل بها في الكرة المصرية.

ماذا حدث في منتخب مصر بدون محمد صلاح؟

أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، منتخب بلاده غير قادر على القيام بتمريرتين أو ثلاثة على التوالي أمام منتخب مثل إثيوبيا.

أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي زملائه في المنتخب، متأخرين بهدفين أمام إثيوبيا في الشوط الأول، ودخلوا الشوط الثاني من المباراة، يلعبون بدون شخصية ويمررون للخلف فقط، وكأنهم هم الفائزون.

أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، زملائه في المنتخب لا يمتلكون الإدراك والوعي الكافي بمساحة الملعب، والتحرك داخل أرضية الملعب، أو الرؤية الجيدة التي تمكنهم من التمرير.

من الممكن توجيه الانتقاد إلى اتحاد الكرة أو مدرب منتخب مصر كما تشاء، ولكن لا يمكن أن نغفل تراجع موهبة وشخصية اللاعبين، والذين لا يمتلكون أساسيات كرة القدم من الاستلام والتسليم والتمرير وغيرها من الأساسيات التي يتعلمها اللاعبين في الصغر قبل تعلم الفنيات والخطط وغيرها.

من الممكن أن تختلف أو تتفق مع أسلوب كارلوس كيروش أو هيكتور كوبر من قبله، ولكن الأكيد أنهم عالجوا الكثير من الأخطاء وأخفوا الكثير من العيوب بالاعتماد على الدفاع ثم الدفاع ثم الدفاع، وبعدها نبدأ في تحضير الهجوم.

أخيرًا ما قام به محمد صلاح وما وصله الأسطورة المصرية، هو اجتهاد شخصي وليس القاعدة التي نسير عليها، ولكن يجب الاستفادة من هذه التجربة الرائعة والمثيرة، والتي تثبت أنه في حالة توفير الأجواء المناسبة للناشئين، ستظهر المواهب ونحصل على التطور والتقدم الذي نريده.

محمد صلاح هو الاستثناء وليس القاعدة.