ريكاردو سواريش.. بداية مبشرة وترقب مطلوب
قد يكون من الأمور المستحيلة في عالم كرة القدم تقييم مدير فني بناءً على مباراة واحدة فقط، لكن من الممكن أن يظهر المدرب ويفرض نفسه على الجميع من المباراة الأولى، إذا كان يملك فكر مميز وطريقة وأسلوب لعب تبدأ بوادرهم في الظهور منذ الوهلة الأولى.
المباراة الأولى للمدير الفني البرتغالي ريكاردو سواريش مع النادي الأهلي كانت بالأمس أمام بتروجت في نصف نهائي كأس مصر، ورغم أن عدد الحصص التدريبية التي أدارها سواريش لم يتجاوز الثلاث حصص مع الفريق، إلا أنه كان واضحاً بشكل مبشر أن للمدرب البرتغالي طريقة لعب واستراتيجية واضحة في مراحل اللعب المتعددة.
وحتى أكون صريحًا معكم، نحن ليس بمقدورنا الحديث عن أفكار واضحة والتأكد من أنها نمط متفق عليه إلا عند تكراره لعدد من المرات في عدد من المباريات، لكن ما فعله النادي الأهلي بقيادة وتعليمات سواريش أمام بتروجت أثار دهشتي واستفزني فنياً كي أشاهد المباراة مرة أخرى حتى أقف على بعض من الحالات المبدئية التي كان فيها تشابه واضح بين طريقة لعبه بالأمس وبين فريقه السابق چيل ڤيسنتي البرتغالي.
وقبل الخوض في بعض حالات مراحل اللعب، أعتقد أنه يتوجب علي أن أؤكد أن هذا ليس تقييماً للمدرب أو قطعاً مني بنجاحه أو حتى فوزه بأي من البطولات في الأيام القادمة، لكن هذا ليس إلا بعض من المقتطفات الفنية التي أثارت شغفي التكتيكي لتحليلها ومشاركتها مع أقراني.
لنبدأ بأهم مرحلة في كرة القدم الحديثة وهي "مرحلة بناء اللعب"
في المباريات الأخيرة كان واضحا أن النادي الأهلي مع المدرب سامي قمصان كمدير فني مؤقت أو حتى قبله مع بيتسو موسيماني، كان يعتمد بشكل رئيسي على الكرات الطولية، وأعتقد الجميع أن سواريش لن يكون له الوقت الكافي لتغيير هذا النمط، لكن كان واضحاً بشكل لا يدع مجالا للشك أن البرتغالي صاحب أفكار اللعب التموضعي لن يتخلى عن أسلوبه في بناء اللعب من الخلف إلى الأمام.
في هذه الصورة واضح جداً مع فريقه السابق چيل ڤيسنتي أنه يبدأ اللعب بقلبي الدفاع، مع الاعتماد على اللاعب رقم 6 للنزول ما بينهم لبناء اللعب بـ6 لاعبيين في الخط الخلفي، ثم تصبح الطريقة في الملعب 3 - 4 - 3 ولكن هل يستمر هذا الشكل كثيراً؟
الإجابة: قطعاً لا
فكرة اللعب التموضعي هي أن الخطة ليست ثابتة وأيضاً مراكز اللاعبيين دائماً تتبدل وتتغير حسب متطلبات الهجمة واللعب ذاته.
وفي الصورة الثانية واضح بناء اللعب في النادي الأهلي بالاعتماد على قلبي الدفاع "ياسر إبراهيم" و"عبد المنعم" فتكون الخطة وقتها 1 - 2 - 3 - 2 - 3 ثم نزول "اللاعب رقم 6، حمدى فتحي" لاستلام الكرة ما بينهم وهنا يتحول الرسم التكتيكى في الملعب لـ 1 - 3 - 3 - 1 - 3، ثم يبدأ حمدي فتحي في التدرج بالكرة في عملية تطوير الهجمة بالاعتماد على التحرك للإمام بالكرة وحينها يبدأ "اللاعب رقم ٨، عمرو السولية" بالنزول بجانب "اللاعب رقم 6 حمدي فتحي" وهنا يتحول الرسم التكتيكي للمرة الثالثة في أقل من 10 ثواني ليصبح 1 - 2 - 4 - 1 - 3.
حالة من 10 ثواني توضح القادم مع هذا المدير الفني ودينامكية طريقة اللعب في مرحلة البناء وأنماط الخروج بالكرة.
لنذهب إلى المرحلة الثانية وفي حقيقة الأمر هي ليست مرحلة بذاتها لكن طريقة للاستفادة من مرحلة تطوير للهجمة للوصول إلى الثلث الأخير من الملعب، وهي التمريرة التقدمية أو بما يعرف بالـProgressive Pass.
هذه التمريرة هي التي تضرب الخطوط الطولية ويكون وقتها مستلم هذه الكرة أو بما يعرف بالـProgressive Pass Receiver يتموقع بين الخطوط ليجد لنفسه الوقت والمساحة لبداية مرحلة الهجوم في الثلث الأخير.
هذه الحالة تكررت أمس أكثر من 3 مرات على الأقل وكان الرجل الأول في تنفيذها هو حمدي فتحي ومحمد عبد المنعم ثم جاء بعدهم الظهير الأيسر علي معلول.
أفكار متطورة وبداية مبشرة من المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، لكن يبقى السؤال الأبرز هل يستمر هذا النمط ويتم تكراره والحفاظ عليه في كثير من المباريات وهل الحالة البدنية السيئة للاعبين تعرقل أفكار سواريش؟ هذا ما ستسفر عنه المباريات القادمة، فلنترقب.