لماذا يفشل المحترفون؟ أسطورة الدوري غير الدولي!
كتب : محمد داوود
الأحد، 14 أغسطس 2022 06:04 م
في الآونة الأخيرة أصبح المحترفين يحظون باهتمام كبير في تعاقدات الأندية في الدوري المصري والتي تصرف ملايين الدولارات على تلك الصفقات، خاصة بعد زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى خمسة مقاعد، لكن مع كل فشل لصفقة لاعب محترف أو حتى صفقة لاعب محلي تبدأ محاولات تفسير الأسباب، وربما نستمع إلى أسباب مكررة إلى حد الرتابة.
مصطلح مثل الدوري غير الدولي، أو لاعبي فرق منتصف الجدول، وعدم القدرة على تحمل الضغوط أصبحت "كليشيهات" مكررة وأسباب معلبة وجاهزة دون تحليل مفصل لاسباب فشل ونجاح كل صفقة على حدة.
وهنا وجب التنوية أن كل صفقة تعتبر حالة منفصلة، تملك ظروفها الخاصة والعوامل التي تساعد على النجاح والفشل، وتشمل عوامل نفسية وفنية وبدنية وغيرها من العوامل المختلفة، وفي هذا المقال سأرصد فقط بعض العوامل الفنية، والتي قد تكون سبب فشل الصفقة هو سوء الاختيار من البداية.
هناك عاملان قد يغفلها النادي أثناء التعاقد، وهما السر في نجاح أو فشل اللعب على الجانب الفني، وهما التكامل والاستمرارية.
1- التكامل
العنصر الأول والأهم هو التكامل؛ فكرة القدم الحديثة أصبحت مقسمة إلى مراحل لعب مختلفة، وهم المراحل الرئيسية التي تشمل الهجوم المنظم والمرتد، والدفاع المنظم والمرتد، بالإضافة للكرات الثابتة الهجومية والدفاعية، وتضم تلك المراحل مراحل آخرى فرعية.
وهنا قد يكون اللاعب جيد في مرحلة لعب محددة مثل الهجوم المرتد لكنه ضعيف في باقي المراحل مثل مرحلة الهجوم المنظم أو الدفاع المنظم أو الدفاع المرتد "الضغط العكسي" وبالتبعية حين ينتقل لفريق يهتم بمراحل اللعب المختلفة يظهر ضعف اللاعب.
الأندية الكبيرة في الأغلب تهتم بالمراحل المختلفة، وهنا يفشل اللاعب الذي يجيد مرحلة محددة فقط، ثم يعود لفريق آخر يهتم بمرحلة محددة يظهر فيها اللاعب تفوق عالي فينجح مع النادي نجاحًا باهرًا، ويتم إسناد الأمر لعدم قدرة اللاعب على تحمل الضغوط، أو أي سبب آخر متجاهلين العامل الفني الرئيسي الحاسم في عدم نجاح اللاعب.
وهنا وجب التنبيه أن لعب الفريق الكبير على المرحلة التي يجيدها هذا اللاعب، ربما ينتهي بنجاح اللاعب في النهاية؛ لأن الأمر لا يتعلق بكون الفريق كبير أو صغير لكن بمراحل اللعب التي يهتم بها الفريق وهل تناسب قدرات اللاعب أم غير مناسبة.
الشيء الأخر المتعلق بالتكامل هو القدرات الفردية للاعب ذاته، على سبيل المثال ربما يكون اللاعب مميز في مهارة محددة مثل المراوغة لكن ضعيف تهديفيًا، أو يتمتع بسجل تهديفي مميز لكن ضعيف في مرحلة بناء اللعب، أو مميز هجوميًا لكن ضعيف في الضغط والارتداد الدفاعي، وهنا اللاعب ربما يتألق بشدة مع فريقه في منتصف الجدول لكن حين ينتقل إلى فريق أكتر تطلبًا، ويحتاج من اللاعب التكامل في مهارات اللاعب المختلفة تظهر مشكلة اللاعب التي تتسبب في فشله، وكان يتجاهلها النادي منذ البداية.
2- الاستمرارية
العنصر الثاني هو الاستمرارية، فهناك لاعبون جيدون لكنهم يفتقدوا للاستمرارية والثبات في المستوى على مدار الموسم، حيث يظهر في بعض المباريات بمستوى مرتفع للغاية ويتألق، ثم يغيب تمامًا عن بعض المباريات الآخرى.
وهنا قد يتعاقد النادي مع اللاعب بناءًا على مبارياته الجيدة متجاهلين دراسة مباريات اللاعب بالكامل للوقوف على منحى قياس مستوى اللاعب، وهل يمر بمراحل ارتفاع وانخفاض كبير في المستوى، وبالتأكيد كلما كان اللاعب يحافظ على حد أدنى من المستوى الجيد على مدار الموسم فهو مؤشر جيد في توقع نجاح اللاعب.
كورة بلس يكشف عن قرار جديد من الزمالك قبل الإعلان عن الصفقات
في النهاية كرة القدم لعبة متشابكة العناصر ما بين عوامل نفسية وفنية وبدنية، ويتحكم فيها الكثير من الأمور التي مستحيل التحكم فيها بالكامل أو ضمان بشكل أكيد، لكن كل ما على الأندية فعله أن تحاول دراسة العناصر المختلفة والتحكم فيها حتى تصرف أموالها في تعاقدات جيدة، وليست تعاقدات محكوم عليها بالفشل منذ البداية، لكن النادي لم يدرس الأمر بالشكل الكافي ثم يُرجِع الأمر في النهاية لمقولات مثل الدوري غير الدولي، ولاعب منتصف الجدول لا يتحمل الضغوط، أو أي أسباب آخرى هلامية غير قابلة للدراسة والتعديل والتطور.