من يعوض كاسيميرو في تشكيل ريال مدريد؟ "تقرير"

أعلن نادي ريال مدريد عن موافقته لانتقال لاعبه البرازيلي كاسيميرو إلى صفوف مانشستر يونايتد، وذلك بعد التوصل لاتفاق بين الناديين، ورغبة اللاعب التي حسمت الأمر في النهاية.

كاسيميرو كان هو العنصر الأساسي لوسط ملعب ريال مدريد في السنوات الأخيرة، مع الثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس، حيث مثل الثلاثي أهم نقطة قوة للنادي الملكي مع تغيير المدربين واللاعبين.

بعد رحيل كاسيميرو تسائل الكثير عن اللاعب الذي يمكنه تعويض لاعب الوسط البرازيلي في الموسم الحالي، خاصة أنه لم يكن هناك أي حديث عن رحيل كاسيميرو، وحدث الأمر سريعًا وفي أقل من 48 ساعة بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد.

في التقرير التالي سنحاول توضيح بعض الحلول المتاحة أمام كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد من أجل تعويض كاسيميرو خلال الموسم الحالي:

إمكانيات كاسيميرو:

قبل الحديث عن اللاعب القادر على تعويض رحيل كاسيميرو خلال الموسم الحالي، يجب توضيح أدوار النجم البرازيلي مع ريال مدريد خلال السنوات الماضية، وكيف أصبح واحد من أفضل لاعب خط الوسط في العالم.

يتطلب دائمًا من لاعب الوسط الإرتكاز في كرة القدم الحديثة، أن يكون لديه قدرة على بناء الهجمة، ولكن كاسيميرو ليس الأفضل في هذا الأمر، ولكنه كان اللاعب مهم في وسط ملعب ريال مدريد.

لأن كاسيميرو ترك مهمة بناء الهجمة وصناعة اللاعب للثنائي المميز توني كروس ولوكا مودريتش، وبالتالي تواجد كاسيميرو في هذه المنطقة لم يعد بالأهمية القصوى بالنسبة لريال مدريد، لأن مودريتش وكروس، كانا يقوما بهذا الأمر بأفضل طريقة ممكنة.

هل يعني هذا أن كاسيميرو لم يكن له دور بناء الهجمة؟

الإجابة لا، كاسيميرو كان يشارك في هذه الطريقة، سواء في بناء اللعب من الخلف في بعض الأحيان، في حالة لم يكن هناك ضغط كبير على دفاع ريال مدريد، أول من خلال تواجده بجانب اللاعب الذي سيبني الهجمة سواء مودريتش أو كروس، ليفتح له زاوية ومساحة للتمرير دائمًا.

وأخيرًا كان كاسيميرو يترك وسط الملعب المدافع، ويتقدم لوسط ملعب الخصم، وينزل مودريتش وكروس لخط الدفاع لاستلام الكرة، وبالتالي كان كاسيميرو يحصل على المساحة بين خطوط الخصم، ويصبح مخرج للفريق في وسط الملعب.

ولكن أهم ميزة لكاسيميرو والقوة التي اعتمد عليها ريال مدريد خلال السنوات الماضية، هو قدرته الدفاعية، سواء في إنهاء الهجمات المرتدة للخصوم أثناء اندفاع النادي الملكي.

أو من خلال تواجده بشكل دائم في المساحة التي يتركها أي لاعب في الدفاع، سواء كان واحد من قلبي الدفاع، حيث كان كاسيميرو يشغل هذا المكان، أو في حالة تقدم أحد الأظهرة.

في كل الأحوال كان كاسيميرو لديه رؤية رائعة في قراءة المساحة والتغطية على الدفاع، حتى أن ريال مدريد في بعض الأحيان كان يعتمد على كاسيميرو كمدافع ثالث في حال الضغط بقوة على دفاع النادي الملكي.

الحل الأمثل لتعويض كاسيميرو:

هناك عدة حلول أمام كارلو أنشيلوتي لتعويض كاسيميرو، ولكن يبقى أهمها على الإطلاق هو المنضم حديثًا، الفرنسي تشاوميني صاحب الـ 22 عامًا، القدم من موناكو الفرنسي.

تشاوميني لديه بنية جسدية قوية، تمكنه من الالتحام بقوة، والقيام بمهام كاسيميرو على المستوى الدفاعي بشكل جيد، ومع اكتساب الخبرات مع دفاع ريال مدريد، سيتمكن من تقديم التغطية في المساحات كما كان يفعل النجم البرازيلي.

بينما الميزة الأهم في تشاوميني، والتي كانت مفتقدة في كاسيميرو، هو قدرته على بناء الهجمة بشكل جيد، وبالتالي سيكون إضافة لوسط ملعب ريال مدريد، في حال تخلصه من الضغوط والتعلم من الفترة القليلة المتبقية لمودريتش وكروس.

تواجد كامافينجا:

من ضمن الحلول التي قد يلجأ لها كارلو أنشيلوتي في تعويض رحيل كاسيميرو، هو الفرنسي الآخر إدوارد كامافينجا، والذي انتقل إلى صفوف ريال مدريد في الصيف الماضي، وكان من العناصر الاحتياطية المهمة في رحلة الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي.

شبه الكثير كامافينجا بالنجم الهولندي سيدورف، وذلك للشبه الكبير بينهما، أو حتى في طريقة اللعب، حيث يتمتع كامافينجا بقدرة رائعة على بناء اللعب من الخلف، والرؤية الجيدة للملعب، والقرارات السريعة الصحيحة أثناء استلام الكرة.

لكن يمتلك كامافينجا ميزة مهمة قد تجعله لا يتواجد في مركز وسط الملعب الدفاعي، ويتبقى الدفع به في مركز 8 بشكل أفضل، وهو إمكانياته في الانطلاق بالكرة واختراق خطوط المنافس في وسط الملعب.

وبالتالي يصبح من الأفضل تواجده في مركز 8، للاستفادة من هذه الميزة، بدلًا من خسارته في مركز 6.

توني كروس.. حل غير مرحب به:

أكد كارلو أنشيلوتي أنه غير قلق من رحيل كاسيميرو، لأن ريال مدريد لديه أكثر من لاعب يمكنه اللعب في هذا المركز، وذكر عدة أسماء مثل كامافينجا وتشاوميني، وفالفيردي، وأخص بالذكر توني كروس الذي لعب في هذا المركز مع أنشيلوتي نفسه في عام 2015.

أنشيلوتي قال بأن كروس لا يرفض اللعب في هذا المركز كما يقول البعض، وإذا كان يرفض ذلك سيقوم توني بإخباره ووقتها لن يدفع به أنشيلوتي في هذا المركز.

ولكن يبدو أن المدرب الإيطالي قد يعتمد على كروس في هذا المركز في بعض المباريات، وهنا يجب الإشارة أن أسوأ فترة لتوني كروس مع ريال مدريد، كان عندما لعب في مركز الوسط الدفاعي.

كروس مميز جدًا في بناء الهجمة وإخراج الكرة بشكل متقن، ولكنه ضعيف جدًا في الناحية الدفاعية، ليس على المستوى البدني أو الضغط في وسط الملعب، ولكن في تغطية المساحات، وهي ميزة كاسيميرو كما ذكرنا، والتي أخفت الكثير من عيوب ريال مدريد الدفاعية.

النجم الألماني غير مميز في تغطية المساحات خلف الأظهرة أو قلوب الدفاع، وبالتالي ستكون هناك ثغرة كبيرة في دفاع ريال مدريد في حال إذا قرر أنشيلوتي الاعتماد عليه بديلًا لكاسيميرو.

حل تكتيكي:

بعيدًا عن الاهتمام بوضع لاعب بنفس خصائص كاسيميرو الدفاعية والهجومية، يمكن أن يحول ريال مدريد طريقة لعبه من 4-3-3، إلى 4-2-3-1، وبالتالي يعتمد على ثنائي في وسط الملعب، وأمامهما مودريتش كصانع ألعاب صريح لريال مدريد.

يمكن الاعتماد خلال هذا الحل على الثنائي تشاوميني وكامافينجا، وبالتالي تستفاد من خصائي الثنائي الدفاعي وفي الخروج بالكرة، ويتفرغ لوكا مودريتش للحل الهجومي، وتتم إراحته من الناحية الدفاعية.