الأهلي ضد سيمبا | ثلاثي الهجوم أخل بتوازن الدفاع.. وأفشة نقطة تحول "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
السبت، 30 مارس 2024 02:40 م
الأهلي وسيمبا
عاد النادي الأهلي بفوز تاريخي من تنزانيا على حساب سيمبا بهدف نظيف في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا عن طريق أحمد نبيل كوكا.
ويُعد هذا الفوز الأول للنادي الأهلي في تاريخه على سيمبا التنزاني في ملعب الأخير، مما يجعله انتصارًا تاريخيًا للمارد الأحمر.
وعلى الرغم من تحقيق النادي الأهلي الفوز، إلا أن هناك العديد من علامات الاستفهام على أداء الفريق الدفاعي تحديدًا بسبب تعرض مرمى مصطفى شوبير للتهديد في أكثر من مناسبة.
ما يؤكد ذلك، هو أن مصطفى شوبير كان رجل المباراة الأول وصاحب التقييم الأعلى في مواجهة الأهلي وسيمبا التنزاني بـ9.1/10، مما يدل على تهديد أصحاب الأرض للمرمى الأحمر في أكثر من مناسبة.
طالع أيضًا:
الظهور الأول لأحمد رفعت .. وزير الشباب والرياضة يزور لاعب مودرن فيوتشر (صور)
جوميز يضم وجهين جديدين لقائمة الزمالك أمام مودرن فيوتشر
كواليس اجتماع كولر مع لاعبي الأهلي بعد الفوز على سيمبا.. إشادة وتحذير
ثلاثي الهجوم أخل بالتوازن الدفاعي لـ الأهلي ضد سيمبا
لماذا نجح سيمبا التنزاني في الوصول إلى مرمى الأهلي في أكثر من مناسبة رغم عدم تسجيل الأهداف؟
أوجه الاتهام تتجه مباشرةً نحو خط الدفاع طالما هناك أزمة دفاعية وسهولة في الوصول إلى مناطق الخطورة، لكن الحقيقة من وجهة نظري أن أزمة الأهلي الدفاعية كانت بسبب خط الهجوم والوسط.
البداية ستكون في خط الهجوم، والذي ظهر قصور لاعبيه الكبير في تنفيذ الأدوار الدفاعية سواء الضغط على دفاع الخصم لمنعه من الخروج بالكرة وتوزيع اللعب أو التغطية الدفاعية مع الظهيرين.
موديست لم يقم بدوره الدفاعي بالضغط الشرس على خط دفاع سيمبا التنزاني لمنعهم من الخروج بالكرة بأريحية وسهولة، وهنا سيكون الخطأ من مارسيل كولر الذي قرر الدفع بالمهاجم الفرنسي وهو لا يجيد عملية الضغط القوي سواء بسبب تراجعه البدني أو عامل السن، وهذا منح الفريق التنزاني القدرة على الخروج بالكرة بكل أريحية.
بجانب موديست، فإن حسين الشحات وبيرسي تاو كانا شريكان في الأزمة بل قد يكونا متسببان في جزء كبير من المشكلة الدفاعية بسبب عدم قيامهما بالأدوار الدفاعية بالشكل اللازم بالارتداد مع الظهير، وتحديدًا بيرسي تاو.
بيرسي تاو على مدار مواجهة سيمبا التنزاني لم يقم بأي تدخل دفاعي ناجح نهائيًا، سواء قطع تمريرات أو تدخل ثنائي أو حتى تشتيت للكرة، لا وجود لأي تأثير رقمي دفاعي له على مدار 67 دقيقة شارك فيهم، بالتالي كان محمد هاني وحيدًا دائمًا في مواجهة جناح وظهير سيمبا.
على الجانب الآخر، حسين الشحات كان أفضل نسبيًا من بيرسي تاو على الجانب الدفاعي لكنه أيضًا لم يقم به بالشكل المطلوب وفي كثير من الأحيان كان يندفع لضغط غير مُجدي مما يؤدي لترك علي معلول وحيدًا، بالتالي سنجد أن الشحات قام بتدخلين دفاعيين ناجحين.
غياب الدور الدفاعي للجناحين حسين الشحات وبيرسي تاو أدى إلى أزمة في وسط الملعب، بسبب قيام أحمد نبيل كوكا بالتغطية الإجبارية ناحية اليسار لمساعدة علي معلول، وتبادل عمرو السولية وأحيانًا مروان عطية للميل تجاه اليمين لمساعدة محمد هاني.
انشغال ثلاثي وسط الملعب بالتغطية على طرفي الملعب والخروج المتكرر يمينًا ويسارًا لتغطية عيب الجناحين الدفاعي، أدى إلى تفريغ العمق في كثير من الأحيان وظهور مساحة بين الوسط والدفاع استغله سيمبا التنزاني مرارًا وتكرارًا.
وتظهر خريطة تمركزات لاعبي الأهلي أمام سيمبا التنزاني بانعزال الثلاثي الهجومي تمامًا في الجزء الأمامي وعدم وجودهم في وسط ملعب المارد الأحمر تقريبًا على الرغم من خوض الفريق مباراة دفاعية في الأساس، وهو ما يدل على قصور أدوارهم الدفاعية.
مع دخول طاهر محمد طاهر ورضا سليم بدلًا من بيرسي تاو وحسين الشحات، تحسن أداء الفريق دفاعيًا بشكل ملفت بسبب التزام الثنائي الدفاعي مقارنة بالثنائي السابق وعودتهم المستمرة للتغطية مع الظهيرين مما أدى إلى استقرار ثلاثي الوسط في العمق وعدم الاضطرار للخروج للأطراف من أجل التغطية مع الظهيرين.
لنجد أن طاهر محمد طاهر قام بـ3 تدخلات دفاعية ناجحة خلال 23 دقيقة في حين أن بيرسي تاو من قبله لم يقم بأي تدخل، كما أن رضا سليم قام بـ3 تدخلات دفاعية ناجحة أيضًا متخطيًا حسين الشحات صاحب التدخلين.
أفشة نقطة تحول الأهلي الهجومي
أفشة حل بديلًا في صفوف الأهلي بعد مرور 73 دقيقة، وأثر بشكل إيجابي واضح على أداء المارد الأحمر الهجومي بشكل واضح بسبب قدرته على الاحتفاظ بالكرة وتوزيع اللعب وهو ما افتقده وسط ملعب الفريق كثيرًا بدونه.
مع غياب إمام عاشور، كان ثلاثي وسط الملعب "عمرو السولية - مروان عطية - أحمد نبيل كوكا" تقليديًا أكثر من اللازم بدون لاعب "مُبدع" قادر على صناعة اللعب وتوزيع اللعب بجودة عالية وتدوير اللعب بسهولة مع الاحتفاظ بالاستحواذ مع الفريق.
أفشة بدخوله إلى أرضية الملعب نجح في صناعة فرصتين للتسجيل لكن لم يتم استغلالهما بالشكل الأفضل، بجانب أنه نجح في تمرير الكرة 12 مرة ناجحة من أصل 15 تمريرة، بدقة 80%، وهو نسبة الدقة الأعلى بين رباعي الوسط الذي شارك في مواجهة سيمبا.
بناءً على ذلك، فإن الأهلي في آخر 15 دقيقة تحسن مردوده سواء دفاعيًا بسبب نزول جناحين أكثر التزامًا دفاعيًا، ونزول أفشة الذي ساهم في احتفاظ الأهلي بالكرة أكثر، وليس سلبيًا فقط بل أنه صنع الفارق بتمريرتين مفتاحيتين.
بناءً على ما سبق، سكون من المهم وجود أفشة أساسيًا في مباراة الإياب لمساعدة الأهلي على الاستحواذ والسيطرة على مجريات المباراة، بجانب التركيز على جناحين قادرين على مساعدة الظهيرين خاصةً أن سيمبا خطورته البرازة من طرفي الملعب والزيادة العددية التي يخلقها بشكل مستمر.