رئيس التحرير يكتب: ذكرى ثورة 30 يونيو .. الإنقاذ .. البناء .. الطموح
كتب : كريم عبد السلام
الأحد، 30 يونيو 2024 02:13 م
كريم عبدالسلام - رئيس التحرير
نحتفل اليوم بذكرى ثورة 30 يونيو ، التى خرج فيها المصريون بالملايين ليقولوا لا .. كفى للجماعة المتطرفة التى حاولت اختطاف الوطن ورهنه للأعداء وصولا لتفتيته وإعداد الأرض لحرب أهلية تستمر سنوات وبعدها لا تقوم للبلد قائمة على غرار دول عربية فى أفريقيا ، دخلت هذه المتاهة الاستعمارية الجديدة منذ عقود ولم تستطع الخروج منها ، بل على العكس انهارت إلى العصور البدائية ، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كلمته اليوم بمناسبة ذكرى الثورة عندما قال : " ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة ، وبين محاولات هدمها أو خطفها لصالح قوى غير وطنية، اليوم الذي قال فيه المصريون كلمتهم، فحفظوا بها وطنهم، واستردوا مقدرات دولتهم، وأنهــوا فتــرة عصــيبة مــن الفوضـــى والدمــــار، وساروا بعدها على طريق الخير والنماء والتقدم، رغم كل الصعاب والتحديات، بعد أن أعادوا اكتشاف قوة وصلابة"
نعم ، المشهد قبل 30 يونيو كان قاتما ومرعبا ، وشبح الصومال وسوريا والسودان وغيرها من البلاد العربية المستهدفة بالتمزيق والتدمير وتشريد أهاليها ، كان يلوح غير بعيد ، كما كان الخبراء والصحف الغربية الموجهة تتداول فى صدر افتتاحياتها خرائط مخابراتية لتقسيم الدولة المصرية إلى عدة دويلات ، وضم سيناء إلى غزة وضم المنطقة الغربية إلى برقة لإقامة نصف دولة ليبية وضم نصف الصعيد إلى إقليم النوبة السودانى فضلا عن تقسيم دينى لدولة مسيحية فى الصعيد ودولة سنية فى الدلتا، لكن الله سبحانه وتعالى قيض لمصر المحروسة رجالا يسهرون على حمايتها، فكانت قرارات حماية الشعب وثورته فى 30 يونيو، كما كانت الوقفة الصلبة وتلاحم الجيش والشعب بكل فئاته فى وجه المؤامرات الغربية التى تلت 3 يوليو وعزل مندوب الإخوان والمخابرات الأمريكية فى قصر الرئاسة، فتكسرت كل الضربات الاقتصادية والسياسية والمؤامرات التخريبية على صخرة هذا التلاحم بين الشعب وقواته المسلحة، وبدأت قطاعات واسعة من الجماهير تدرك خبايا وأسرار الحروب الذكية والحروب المعلوماتية وحروب السوشيال ميديا واستخدام الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين فى تشويه النظام والإنجازات.
الوقفة الحاسمة للشعب ومؤسسات الدولة الصلبة وأجهزتها اليقظة فى 30 يونيو، لم تكن فى حسبان قوى الاستعمار الجديد وأذنابهم من المتطرفين والميليشيات المرتزقة والدويلات الوظيفية الزائلة ، فاشتعلت حرب الإرهاب فى سيناء والمنطقة الغربية والصعيد وفى داخل المدن وأصبحت كل منشآت الدولة ومصالح المواطنين مستهدفة من الطابور الخامس الإخوانى ، ووقفت مؤسسات الجيش والشرطة تدافع عن المصريين وعن مؤسسات الدولة سنوات حتى كسرنا شوكة الإرهاب وعادت الهيبة لمؤسسات الدولة وسيادة القانون ، والحق أن هذه المرحلة من الإنقاذ والتمكين كان أبطالها شهداء الوطن من الجيش والشرطة والقضاء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن المصالح العليا للدولة وحتى يحيا المصريون فى أمن واستقرار
المرحلة الأولى لما بعد ثورة 30 يونيو ، يمكن تسميتها بمرحلة إنقاذ الوطن " ، فقد كان ما يراد لبلدنا مروعا ومرعبا ، تدمير كامل وتمزيق أوصال وحرب أهلية وتشريد الملايين من المصريين ، يعنى الانهيار التام ، وعندما فشل المخطط دارت حرب اقتصادية طاحنة فيما يشبه الحصار الاقتصادى غير المعلن على البلد من ناحية وفتح جبهة الاستنزاف بحرب الإرهاب من ناحية أخرى ، وكان لابد من المواجهة الشجاعة على كافة الأصعدة ، فكان التوجه إلى الإنتاج وإعادة الهيكلة والإصلاح الاقتصادى الشامل جنبا إلى جنب مع مواجهة الإرهاب وعقد الشراكات الاقتصادية الجديدة إفريقيا وإقليميا ودوليا، وفى هذه المرحلة التى قطعنا فيها أشواطا كبيرة بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي وإرادته فى اختصار المراحل، واستطعنا بالفعل تجاوز الحصار الاقتصادى وتحمل الضرائب الإجبارية المرتبطة بالإصلاح وكان المصريون أبطالا كعادتهم فى التحمل والوعى والنظر إلى المستقبل والفرح بالبناء فى جميع المجالات
لا يمكن القول بأن المرحلة الثانية من لإصلاح والبناء قد انتهت، رغم تحقق منجزات عديدة على مستوى الإصلاح الاقتصادى والنهضة الزراعية والصناعية والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجالات كنا نواجه فيها نقصا كبيرا مثل الدواء والتأمين الصحى وصناعة البرمجيات والتعليم الجامعى المتقدم والزراعة الحديثة وتحديث منظومة الرى وتحلية مياه البحر لمواجهة الزيادة فى الاستهلاك وتوطين التكنولوجيا الحديثة وإنتاج الطاقة النظيفة، لكن الطموح لبناء مصر الحديثة الناهضة القوية القادرة على تحقيق أحلام مواطنيها والقيام بدورها العربى والإقليمى والدولى مازال قائما وهدفا ثابتا لقيادتنا السياسية ومن ورائها المصريون جميعا .. وتحيا مصر