منتخب مصر الذي نعرفه

كتب : حسام زايد

السبت، 29 يناير 2022 04:58 م

shareicon

مشاركه

في شتاء عام 1998 كان الجنرال محمود الجوهري يضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات منتخب مصر للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية الحادية والعشرين في بوركينا فاسو، أجواء الإحباط كانت تحيط بالمنتخب، انقسم الشارع إلى قسمين، قسم يراهن على خروج المنتخب من الدور الأول، وآخر يؤكد ثقته في قدرات الجوهري وأبنائه على العودة بالكأس إلى القاهرة.

وقبل سفر منتخبنا الوطني بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون مع جيل محمد صلاح ورفاقه، عاش المنتخب أجواء مشابهة لأجواء 1998، فما أشبه الليلة بالبارحة.

ستبقى بطولة 98 من البطولات المحببة إلي قلبي بكل تفاصيلها، فقد استطاع الجوهري رحمه الله أن يفرض حالة استثنائية بنظرته الحادة الثابتة وخطواته الواثقة، والفارق كبير بين الثقة والإفراط الذي يصل إلى حد الغرور، فالجوهري أبدا لم يكن مغرورا.

التفاصيل المتشابهة متعددة بين بطولتي بوركينا فاسو والكاميرون، ففي الأولى حل المنتخب الوطني في المركز الثاني بدور المجموعات، ثم واجه منتخب كوت ديفوار في الدور التالي وتخطاه بركلات الترجيح، وفي الكاميرون جاء منتخبنا ثانيا في دور المجموعات، ثم تخطى "الأفيال" في أول الأدوار الإقصائية.

وبنظرة أكثر عمقًا، لم يكن الفوز على كوت ديفوار في دور الـ16 بركلات الترجيح، مجرد انتصار فقط، فقد تعددت المكاسب من هذه المباراة، أولها استنفار القوة من جديد، واستعادة ثقة لاعبين في أنفسهم أولا، وثقتنا جميعا فيهم، ثم الروح والانتماء للمنتخب الذي ظهر بين اللاعبين، وكأنه رسالة للجميع بأن منتخب مصر أولا، أما كيروش فقد استعاد جزءً كبيرًا من الثقة المفقودة بينه وبين الجماهير بعد الأداء المتزن الذي قدمه منتخبنا أمام كوت ديفوار، وكذلك الاطمئنان على البدائل بعد المستوى المتميز الذي قدمه حارس المرمى محمد أبوجبل.

ظهر رد فعل الجمهور مباشرة أثناء المباراة، عادت الجماهير تلتف مرة أخرى حول منتخب مصر، فور إحساسهم بالأداء الرجولي الذي أدى به اللاعبون، وروح الإيثار والانتماء للمنتخب، وكأنهم يقولون"هذا منتخب مصر الذي نعرفه".
 
الظروف الآن مواتية أمام كيروش ومنتخبنا الوطني لتكرار سيناريو 98، فقد حصلت مصر وقتها على البطولة بعد غياب دام 12 عاما منذ نسخة عام 1986، والآن منتخبنا يبحث عن لقب غائب من 12 عام وتحديدا منذ التتويج بنسخة عام 2010 في أنجولا مع الجيل الذهبي بقيادة المعلم حسن شحاته.

صلاح ورفاقه قادرون على ترك بصمة واضحة في الكاميرون وكتابة تاريخ جديد لهم ولكرة القدم المصرية بالتتويج باللقب الثامن، أما كيروش فعليه أن يواصل بنفس الطريقة دون فلسفة أمام المغرب، ونثق أنه سيفعل، ليستمر منتخبنا في تقديم أفضل عروضه ويبقى دائما "منتخب مصر الذي نعرفه".