3 ملامح فنية في مباراة الأهلي الأولى مع سواريش "تحليل"
كتب : إبراهيم جاد
الأحد، 03 يوليو 2022 01:28 ص
سواريش
خاض النادي الأهلي أول مبارياته تحت قيادة المدرب الجديد ريكاردو سواريش بعد توليه القيادة الفنية للمارد الأحمر خلفًا للجنوب إفريقي بيتسو موسيماني منذ يوم الخميس الماضي.
وتمكن النادي الأهلي من عبور نصف نهائي كأس مصر الموسم الماضي بعد الفوز على بتروجت بهدفين دون مقابل عن طريق محمد مجدي "أفشة" ومحمد عبد المنعم، ليواجه نادي الزمالك في نهائي كأس مصر.
وبالتأكيد لن يتم الحكم على عمل المدير الفني البرتغالي ريكاردو سواريش بعدما خاض تدريبين فقط قبل مواجهة بتروجت اليوم، وهو وقت ليس كافي إطلاقًا لإظهار عمله والتأثير على المارد الأحمر.
لكن بإمكاننا تسليط الضوء على بعض الأمور "البسيطة" التي ظهرت في مباراة الأهلي الأولى تحت قيادة البرتغالي ريكاردو سواريش أمام بتروجت في نصف نهائي كأس مصر (2020/2021).
وقرر ريكاردو سواريش برسم تكتيكي 4/2/3/1، معتمدًا على محمد مجدي "أفشة" في مركز 10 وخلفه عمرو السولية وحمدي فتحي في منتصف الملعب، متخليًا عن طريقته المفضلة الذي استخدمه مع فيسينتي وهي 4/3/3.
بناء اللعب:
حاول النادي الأهلي في ظهوره الأول تحت قيادة، ريكاردو سواريش الخروج بالكرة بتمريرات أرضية والتخلي عن التمرارات الطولية المباشرة بأقصى قدر ممكن والتدرج بالكرة بتمريرات أرضية.
الأهلي كان يحاول الخروج بالكرة بتمريرات أرضية، بدايةً من ضربة المرمى الذي كنا نشاهد خلالها قلبي دفاع الأهلي يتواجدون على حدود منطقة الـ6 ياردات لاستلام تمريرة محمد الشناوي.
بالتأكيد لم يكن الأهلي يستطع التدرج بالكرة بتمريرات أرضية بالشكل المثالي في أغلب الأوقات، خاصةً أنه أسلوب لعب مختلف تمامًا عن الذي اتبعه المارد الأحمر تحت قيادة بيتسو موسيماني، والذي كان يعتمد أكثر على التمريرات الطولية المباشرة.
وظهرت عيوب الأهلي الأكبر في التدرج بالكرة من الخلف في حال قرر بتروجت الضغط عاليًا على قلبي دفاع الفريق، مما يجعلهما مجبرين على إعادة الكرة لمحمد الشناوي والذي لم يصل لدرجة من الإقتدار في الخروج بالكرة بشكل صحيح لأحد لاعبي الفريق مما كان يجبره على إرسال كرات طولية للأمام.
وعلى الرغم من عيوب الأهلي أثناء ضغط بتروجت العالي، لكن لاعبو الأهلي أصروا على استخدام نفس النهج وهو ما شهد بالفعل تحسنًا ملحوظًا مع التعود عليه في الشوط الثاني والحصول على تعديلات وتعليمات من سواريش.
وبذلك فإن مباراة اليوم تُعد مؤشرًا واضحًا أن سواريش سوف يكون اعتماده الأكبر في عملية بناء اللعب على التمريرات الأرضية وعدم الاتجاه إلى اللعب المباشر والكرات الطولية نحو المهاجمين.
اندفاع هجومي ثم تحفظ دفاعي:
بدأ النادي الأهلي المباراة اليوم أمام بتروجت باندفاع هجومي كبير وصل إلى وجود 8 لاعبين تقريبًا أمام الكرة في نصف ملعب الخصم، بتروجت مع وجود فقط قلبي الدفاع على خط وسط الملعب.
ويقوم لاعبا الارتكاز، حمدي فتحي وعمرو السولية ومعهما محمد مجدي "أفشة" بالتبادل في النزول إلى وسط الملعب لمساعدة قلبي الدفاع في الخروج بالكرة وكسر "بلوك" بتروجت الدفاعي في وسط ملعبه.
وحاول النادي الأهلي خلق زيادة عددية في وسط ملعب الخصم، من خلال دخول الجناحين بين الخطوط مع انطلاق الأظهرة للأمام على خط التماس للتفوق على لاعبي بتروجت.
وتحول أداء الأهلي الهجومي عند مرحلة معينة إلى تحفظ دفاعي أو بمعنى أدق محاولة لتوفير المجهود والاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، مع التخلي عن الاندفاع الهجومي الكبير الذي ظهر مع بداية المباراة.
وظهر في أحد الفيديوهات المصورة بكاميرا "Kora Plus" من أرضية الملعب بأن المترجم الخاص بسواريش طلب من اللاعبين توفير مجهودهم والاحتفاظ بالكرة مع عدم الاندفاع بدنيًا وهجوميًا، وهو ما يؤكد ما أكدنا عليه بتوفير المجهود.
اعتماد كبير على الظهيرين:
ظهر الاعتماد الكبير من المدير الفني البرتغالي ريكاردو سواريش على الظهيرين خاصة مع الوصول إلى المرحلة الأخيرة من الهجمة "Final Third"، إذ يدخل الجناحان إلى العمق في أنصاف المساحة لينطلق الظهيران مباشرة في المساحة.
وقام علي معلول بصنع الهدف الأول من خلال هذه اللعبة بعد تحرك طاهر محمد إلى العمق ثم الخروج بالحركة إلى الطرف مجددًا مما سحب معه الظهير، لتظهر المساحة لمحمد مجدي أفشة الذي استلم تمريرة معلول المتقنة وسجل الهدف.
وكرر علي معلول لعبه أيضًا في كرة ثانية بالشوط الأول ولكن هذه المرة تحرك طاهر محمد نفسه في أنصاف المساحة ليستلم تمريرة من معلول ويسدد نفس الكرة تقريبًا ولكن تمر بجوار القائم، كما صنع معلول بفضل تحركه في مساحة التي يتركها الظهير بدخوله مع طاهر محمد للعمق وتمريره لمحمد شريف انفراد تام.
محمد هاني على الجانب الآخر كان منطلقًا بشكل مستمر أيضًا على الخط في الناحية الأخرى لكن تأثيره كان أقل بسبب وجود حسين الشحات على الخط بشكل مستمر، كما أن إمكانيات معلول أعلى من الظهير الأيمن.
ولكن ما يمكن تأكيده أن الظهيرين سيكون لهما دور محوري في أسلوب لعب سواريش مع الأهلي، وظهر اعتماده الكبير عليهما في صناعة الفرص بالمرحلة الأخيرة من الهجمة ومحاولة تفريغ المساحة لهما بشكل مستمر مع انطلاقهما الدائم للهجوم.
في النهاية وكما أكدنا مع بداية تحليلنا فإن الحكم على سواريش وتوضيح أسلوب لعبه بعد مرانين فقط مع الفريق سيكون دربًا من الجنون، لكننا نسلط الضوء فقط على بعض الأمور التكتيكية والمحاولات التي ظهرت من لاعبي المارد الأحمر في أول مباراة تحت قيادة المدير الفني البرتغالي.