غزلان شباك.. "الأبنة" التي تفوقت على والداها وحققت أحلامه بعد مماته
كتب : حاتم شعبان
الخميس، 14 يوليو 2022 02:59 م
غزلان شباك قائدة منتخب المغرب
من شابه أباه فما ظلم، وكذلك رياضيًا، فقد أصبحت غزلان شباك، قائدة منتخب المغرب لكرة القدم النسائية والجيش الملكي، تسير على نهج وخطى والدها "العربي شباك"، أسطورة الكرة المغربية، بعد قيادة منتخب بلادها للصعود إلى كأس العالم للسيدات 2023، استراليا ونيوزيلندا، والتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2022، المقامة حاليًا في دولة المغرب بمشاركة 12 منتخبًا.
وقد يبدو أن حلم العربي شباك الذي لم يتحقق في التأهل إلى كأس العالم، حققته نجلته مع منتخب السيدات وقيادة بلادها إلى العالمية، وسارت على طريق أبيها ونجت في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2022، مثلما فعل والدها من قبل في التأهل إلى أمم إفريقيا 1976، ثم قيادة منتخب أسود الأطلسي للتتويج والظفر بالبطولة الأولى في تاريخ المغرب، وهو ما أقتربت من تحقيقة غزلان بعد التأهل للدور قبل النهائي.
العربي شباك من أبرز اللاعبين المغاربه على مر التاريخ ويعد من أساطير اتحاد سيدي قاسم في حقبة التسعينيات، أبدع وصال وجال في منتخب بلاده العالم ليسطر إبداعاته وسط معجبيه في العالم أجمع، إلى أن قرر إعتزال اللعبة مطلع التسعينات وقرر حينذاك العمل في السلك الإدارى، إلى أن توفاه الله يوم الخميس 30 يناير من عام 2020، وخيم وقتها الحزن على أرجاء المغرب وشهدت جنازته وداع مُهيب.
وليس أجمل من ذلك سوى أن يصبح لذلك النجم ابنًا يُكمل مسيرة أبيه الذهبية، من حيث انتهت لإشباع رغبة وعطش الملايين من محبي كرة القدم المغربية، غزلان شباك لم تنتهى من كتابة التاريخ عند هذا الفصل والحد، بل دونت أسمها بحروف من نور بعدما قادت عميد الأندية المغربية إلى الصعود للنسخة الأولى والإفتتاحية، من بطولة أفريقيا لأندية السيدات والتأهل إلى دور الأربعه منها.
والد غزلان العربي الشباك من مواليد سنة 1946 ببنمسيك بمدينة الدار البيضاء، وبدأ مشواره الكروي بفرق الأحياء، قبل أن يتألق مع فريق اتحاد سيدي عثمان، ثم حمل قميص فرق المغرب التطواني واتحاد سيدي قاسم، وبات حينذاك أشهر لاعبو كرة القدم في الشوارع، بعدما صال وجال في كل زقائق ودروب المغرب، للعب كرة القدم مع الصغار والكبار حتى قبل وفاته بسنوات.
غزلان شباك كتبت إسمها بحروف من ذهب في تاريخ النسخة الثالثة من كأس أمم إفريقيا للسيدات بالمغرب، بعدما أصبحت أول لاعبة تقص شريط افتتاح البطولة وإحراز هدف منتخبها الأول في مرمى بوركينا فاسو من ضربة حرة مباشرة، ثم أدركت أول هدف في الجولة الثانية لمنتخب بلادها من ركلة جزاء في مرمى السنغال، وحصولها على أفضل لاعبة في دور المجموعات ووجودها ضمن قائمة الأفضل بالبطولة.
اللاعبة المغربية لم تكتفى بهذا الحد من الإنجازات مع المنتخب المغربي فقط أو على الصعيد الدولي، وقادت الجيش الملكي المغربي للفوز ببطولة الدوري المغربي لـ 8 سنوات على التوالي، هذا وبجانب إحرازها هدف التأهل إلى بطولة دوري أبطال أفريقيا للأندية بمصر، ثم تسجيل هدف الافتتاح بالبطولة التى استضافتها ملعب الدفاع الجوي، وتسجيل هدف في مباراة توديع البطولة.
قائدة المغرب تبلغ من العمر 32 عاما وتلعب في مركز الهجوم في عميد الأندية المغربية الجيش الملكي، وإنطلق مشوار قائدة العسكريات مع الساحرة المستديرة عند بلوغها الثماني سنوات، وبدأت حينذاك اللعب مع الأولاد في الشوارع مثل الجميع، ثم ذهبت للعب في أحد فرق الحي التى تسكن به، ثم انتقلت بعد ذلك للمنتخب الوطني للناشئات.