الزمالك يقدر.. ولكم في جروس عبرة!
كتب : مُهاب ممدوح
الخميس، 24 فبراير 2022 01:17 م
"تُولد الفرحة من عُنق المعاناة".. هكذا حقق الزمالك نجاحه الأفريقي عام 2019، عندما تُوج بلقب الكونفدرالية الأفريقية، البطولة التي سنحت لأبناء القلعة البيضاء لحصد السوبر الأفريقي على حساب الترجي التونسي، وشهدت تلك البطولة على بداية مُخيبة للزمالك في دور المجموعات، الأمر الذي جعل البعض يشير بعد ثلاث جولات من دور المجموعات إلى أن الزمالك ودع البطولة، ولكن بإصرار اللاعبين وقوة شخصية المدرب المخضرم كريستيان جروس المدير الفني السابق للزمالك، استطاع الأبيض العودة إلى منصات التتويج القارية بلقب شهد مشوارا مُثيرا للزمالك.
بداية الزمالك في دور المجموعات كانت كارثية، بعدما خسر من جورماهيا الكيني في ملعب الأخير برباعية مقابل هدفين، في مباراة شهدت أخطاء بالجملة من دفاع الزمالك، وظن البعض أن مواجهة نصر حسين داي الجزائري في الجولة الثانية ستكون فرصة لتصحيح المسار ولكن تعادل الزمالك بهدف مقابل هدف على ملعبه، ليعقد موقفه أكثر في دور المجموعات، وشهدت الجولة الثالثة تعادلا أخر للزمالك مع بترو أتلتيكو الأنجولي بهدف مقابل هدف، ليحصد الزمالك نقطتين فقط من أول ثلاث جولات في مجموعات بطولة الكونفدرالية عام 2019.
الجولة الرابعة كانت البداية لريمونتادا تاريخية كتبت للزمالك لقبا غاليا، إذ حقق الأبيض الفوز على بترو أتلتيكو في أنجولا بهدف دون رد سجله حميد أحداد، وبرهن جروس مدرب الزمالك السابق المخضرم على شخصيته القوية بتصريحات تظل عالقة في أذهان جماهير الزمالك إلى وقتنا هذا، بعدما قال إنه يثق في العناصر التي يمتلكها في الفريق والتي تمتلك القدرة لتحقيق الفوز الذي لا بديل عنه، وبالفعل استطاع الزمالك حصد ثلاث نقاط ثمينة من أنجولا، ليحقق الفوز في الجولة الخامسة على جورماهيا برباعية نظيفة في مصر، ثم يتعادل خارج أرضه مع نصر حسين داي سلبيا، ويصعد إلى ربع النهائي كمتصدر لمجموعته بعد بداية كارثية.
ولم يقتصر الزمالك على المشوار المثير الذي قدمه في دور المجموعات، ففي ربع النهائي واجه حسنية أغادير المغربي وتعادل في المغرب سلبيا، في مباراة مثيرة شهدت إهدار الزمالك لفرصة هدف محققة في الدقائق الأخيرة، فضلا عن تألق محمود جنش حارس مرمى الزمالك سابقا، وفي مباراة العودة والتي أقيمت في السويس فاز الزمالك بهدف دون رد سجله إبراهيم حسن، ليصعد الزمالك إلى نصف نهائي البطولة الأفريقية، ولكن ما أحزن جماهير القلعة البيضاء في مباراة حسنية أغادير تعرض فرجاني ساسي نجم الفريق السابق لإصابة قوية منعته من استكمال مباريات البطولة.
وفي نصف النهائي واجه الزمالك النجم الساحلي التونسي، وفي مباراة الذهاب استطاع الزمالك الفوز بهدف دون رد سجله كهربا، ليعود في مباراة العودة بتونس بتعادل سلبي مثير في مباراة شهدت طرد محمود جنش الحارس، وكان بديله وقتها عمر السعيد مهاجم الزمالك الحالي، والذي حل حارسا في دقائق عصيبة خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي ليصعد الزمالك إلى المباراة النهائية للكونفدرالية.
وفي المباراة النهائية بالذهاب في المغرب ضد نهضة بركان خسر الزمالك بهدف دون رد سجله لابا كودجو في الدقيقة الأخيرة من عمر الوقت بدل الضائع، لكن الزمالك في مباراة العودة التي أقيمت على ملعب برج العرب فاز بركلات الترجيح، بدعم كبير من جماهيره الوفية التي حضرت هذا اللقاء الذي أقيم خلال شهر رمضان، وتُوج الزمالك في النهاية باللقب الأفريقي الأول له منذ عام 2002.
في الوقت الحالي، وبعد مرور جولتين من دوري أبطال أفريقيا، تعقد موقف الزمالك كثيرا، بعد التعادل مع بترو أتلتيكو في الجولة الأولى ثم التعادل مع ساجرادا في الجولة الثانية، ولكن سيناريو 2019 قد يجعل جماهير الزمالك رافضة لفكرة اليأس والإحباط المطاردة للفريق في الوقت الحالي بعد التعادلين، والسيناريو يجعل جماهير الزمالك تُمني النفس بتكرار الإنجاز الأفريقي ولكن هذه المرة في البطولة الأغلى، وهي دوري أبطال أفريقيا والغائبة عن خزائن النادي منذ عام 2002، فهل يفعلها الزمالك بريمونتادا جديدة تكتب نجاحا استثنائيا في تاريخه القاري؟