ليست مجرد لعبة

كتب : مروان الشافعي

الجمعة، 22 أبريل 2022 07:21 م

shareicon

مشاركه

‏في يوم التاسع عشر من إبريل لعام 2022، شهدت الملاعب الإنجليزية واحدة من كلاسيكيات الكرة الإنجليزية خاصة والأوروبية عامة، عندما تواجه العريقين ليفربول ‏ومانشستر يونايتد على ملعب الآنفيلد فى ‏مواجهة لا تقبل القسمة ‏الاثنين بالنسبة لكلا الفريقين.

‏ففريق ليفربول يسعى جاهداً لمواصلة الزحف تجاه لقب البريميرليج ومواصلة الضغط على متصدر الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي ومحاولة انتزاع صدارة الترتيب التي يبعد عنها نقطة واحدة.

‏أما فريق مانشستر يونايتد فهو الآخر يعمل في تقليص الفارق بينه وبين فرق المراكز الأربعة الأولى وخصوصاً فريقين توتنهام وأرسنال لحجز بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في العام المقبل والتي من ناحيتها قد تساعد الفريق كثيرًا في موسم الانتقالات الصيفية على قلب لاعبين جدد يساعدون مانشستر يونايتد في العودة إلى المكانة التي يستحقها.

‏في حقيقة الأمر المباراة على المستوى الفني لم ترتقي إلى التنافسية الشديدة بين الفريقين وذلك بسبب الفروقات الفردية والجماعية والفنية بين ليفربول ومانشستر يونايتد في السنوات الاخيرة.

‏وجاءت المباراة على نحو يشبه جولة الذهاب في القلب كرافورد و التي خسر فيها مانشستر يونايتد على ملعب وسط الجماهير أمام الريدز بخمسة أهداف مقابل لا شيء.

‏أما في المباراة الثانية على ملعب الآنفيلد فاكتفى ‏لاعبي ‏يورجن كلوب ‏في إحراز أربعة أهداف والخروج بشباك نظيفة فى ليلة تألق فيها الملك المصرى محمد صلاح وسجل هدفين.

‏لكن الحدث الأبرز و الأعظم من وجهة نظرى فى هذا اللقاء ‏ليس فوز ليفربول المتوقع ولا خسارة مانشستر يونايتد بنتيجة كبيرة فهو شيء أيضا متوقع و لكى أكون صريح في أنا اعتقد أن تألق محمد صلاح لم يصبح شيئاً جديداً أو حدث استثنائى، محمد صلاح بكل بساطة هو اللاعب الأفضل فى الدورى الانجليزي فنياً ورقمياً.

‏أما الحدث الأبرز و الأنقى في وجهة نظري هو عندما أعطي جمهور ليفربول درساً عظيماً في مشاركة المشاعر الإنسانية ومساندة لاعب الخصم الأولي كريستيانو رونالدو فى فاجعة وفاه رضيعه قبل ولادته.

‏كريستيانو رونالدو، الذي كان على وشك أن يرزق بتوأم من صديقته جورجينا رودريجيز، اصابته فاجعة عظيمة وهي وفاة ابنه الرضيع قبل ولادته‏ ‏والتى من جانبها إصابت كريستيانو رونالدو وعائلته بحزن بليغ منعه من المشاركة فى مباراة ليفربول ليبقى بجانب عائلته فى هذه الأوقات الصعبة.

‏وفي الدقيقة السابعة من مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد أعطي جمهور الريدز درس في المشاعر الإنسانية والرقي حينما توقف الملعب بأكمله عن التشجيع و مساندة فريقهم و بدأوا في التصفيق لمساندة كريستيانو في محنته الإنسانية حتى أن مدرب ليفربول الألمانى يورجن كلوب شاركهم أيضاً هذه اللحظة الإنسانية العظيمة.

‏لم يكتفي جمهور ليفربول الراقي في التصفيق فقط لمساندة ما أصاب كريستيانو رونالدو ولكن أيضا بدأ في ترديد الأغنية الأشهر في الملاعب الأوروبية الأغنية التي دائمًا تقشعر لها أبدان لاعبي ليفربول وجماهيره، الأغنية التي قد تغير مسار المباريات والبطولات من المنافس إلى ليفربول فقط عندما تسمع ترديدها في أنحاء الاستاد.

 ‏في الدقيقة السابعة أهدى جمهور ليفربول كريستيانو رونالدو أغنيتهم الشهيرة "لن تسير وحدك ابداً" ‏إيمانا منهم على دورهم في مشاركة أحد أساطير الكرة في لحظة مأساويه يمر بها بغض النظر أنه دائما كان ولا يزال منافسهم وخصمهم اللدود، فالمنافسة شئ جميل لكن الانسانية شئ أعمق و أسمى.

‏وفي المؤتمر الصحفي عقب اللقاء صرح يورجن كلوب، أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أكثر أهمية من كرة القدم، فنحن نشعر بما أصاب كريستيانو وعائلته.

‏هناك لحظات كثيرة في ملاعب كرة القدم على مدار السنين أثبتت لنا أن كرة القدم قد تكون درس في التقارب والمشاركة الإنسانية وذلك بجانب كونها رياضة تنافسية و جالبة للمتعة، و اعتقد أن هذه اللحظة من أعظمهم. 

‏كنت ومازلت أعتقد أن كرة القدم ليست فقط من أجل الفوز ولكنها من أجلي ايضاً احياء مشاعر و احاسيس عاطفية وإنسانية في نفوس البشر رغم اختلافهم الرياضي و ابتعادهم الجغرافى.  

شكراً لجماهير ليفربول على تذكيرنا أن للكرة جوانب اسمى من الفوز و الخسارة وأنها ليست مجرد لعبة.

لن تسير وحدك ابداً.