صلاح والتعلم من درس جاري لينكر
كتب : هشام كمال
الخميس، 12 مايو 2022 12:12 م
منذ الإعلان عن طرفي نهائي دوري أبطال أوروبا، بين ليفربول وريال مدريد، عقب تخطي الأخير لعقبة مانشستر سيتي، وخرج علينا نجمنا المصري محمد صلاح بالعديد من التصريحات عن المباراة.
تصريحات محمد صلاح تمحورت بشكل كبير حول فكرة واحدة، وهي فكرة الثأر من ريال مدريد بسبب نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، والإصابة الشهيرة للنجم المصري، والتي حرمته من المشاركة في المباراة الأولى أمام أوروجواي مع منتخب مصر في كأس العالم.
الواضح للجميع أن صلاح لم ينسى هذه اللحظة، واعتبرها شخصيًا من أكثر اللحظات الفارقة في تاريخ صلاح الكروي، لأن الفرعون المصري بعدها تغير كثيرًا، سواء على المستوى البدني، أو على المستوى الذهني.
وجدنا صلاح بعدها يدخل في التحامات في المباريات مع أجسام أكبر منه، ولكنه لا يهاب الموقف، بل ويفوز بهذه الالتحامات، وهو بكل تأكيد شيئًا لم يأت بالصدفة، بل كان بالتعلم من الماضي، والعمل على تحسين القوة البدنية، وهو ما حدث بالفعل وظهرت نتيجته داخل أرضية الملعب.
اليوم وفي أقل من أسبوع عقب تأهل ريال مدريد، خرج علينا صلاح بما لا يقل عن ثلاثة تصريحات عن مواجهة ريال مدريد، والثأر الذي يسعى دائمًا لأخذه من النادي الملكي، حتى أن صلاح لم ينتظر تأهل ريال مدريد، بل أكدها مباشرة بعد صعود ليفربول أمام فياريال، أنه يريد مواجهة ريال مدريد للثأر.
شيء منطقي وطبيعي في عالم كرة القدم، محاولة الثأر من منافس كان له علامة فارقة في تاريخك، بس شيء رائع أن تقوم بزيادة حماسك لنفسك في هذه المباراة، بهذه الطريقة من التفكير.
ولكن هذه الطريقة تحتاج لطريقة معينة في التنفيذ، طريقة لا تجعلك تنسى المهمة الأساسية التي تقوم بها الآن، فمباراة نهائي دوري أبطال أوروبا مازالت على بٌعد 20 يومًا تقريبًا، وصلاح في الفترة الحالية لديه عدة معارك شرسة يجب خوضها قبل مواجهة ريال مدريد.
ليفربول يواجه منافس شرس يدعى مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي، ولديه صراع أشرس أمام تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، في محاولة ليفربول لتحقيق الثلاثية المحلية التاريخية بعد الفوز بكأس الرابطة، ولم لا تكون رباعية في حالة الفوز بدوري الأبطال أيضًا.
صلاح نفسه لديه معركة شخصية لا تقل أهمية عن معركة الدوري، وهو صراع الهدافين مع المتألق في الفترة الأخيرة سون هيونج مين لاعب نادي توتنهام، والذي يقترب بشدة من الملك المصري في سباق هدافي الدوري الإنجليزي.
كل هذه الأمور كان من الأفضل أن يكون لها أولوية التفكير في رأس صلاح لحسمها، ثم يتفرغ لثأره المنتظر أمام ريال مدريد.
خاصة أن ريال مدريد لديه أريحية في هذه النقطة لأكثر من سبب، منها أنه حسم الدوري الإسباني مبكرًا، وبالتالي صافي الذهن تمامًا لمعركة النهائي، كما أن لاعبي ريال مدريد لديهم من الخبرة ما يكفي للتعامل مع مثل هذه الأمور، ورأينا برودة الأعصاب في مواجهة سيتي وتشيلسي وسان جيرمان في دوري الأبطال، وبالتالي هذه المعركة النفسية حتى الآن في صالح ريال مدريد.
لا يخفى عن الجميع أن مستوى صلاح عقب الخروج من تصفيات كأس العالم، وخسارة أمم إفريقيا، مختلف تمامًا عن قبلهما، فقبل هذه الفترة كان صلاح المرشح الأول للكرة الذهبية مع كريم بنزيما، بتصويت وتأكيد جميع الصحف، ولكن بعدهما وتراجع أرقام صلاح قليلًا، دخل ماني بقوة في الصورة.
مفهوم أن صلاح يحاول بكل جدية إبعاد الضغط عنه أمام الإعلام في معارك إنجلترا الداخلية، ومحاولة توجيه الضوء على صراع دوري الأبطال، ليركز هو في إنجلترا في هذه الفترة، ولكن مع أول تراجع للنتائج (وهو شيء محتمل الحدوث سواء قال صلاح تصريحاته أم لا) فإن جميع الصحف ستؤكد أن هذا بسبب تصريحات النجم المصري.
وهنا يجب على نجمنا التعلم من درس هو نفسه علمه للجميع، بما فيهم جميع صحف العالم، عندما قال الإعلامي ولاعب منتخب إنجلترا السابق جاري لينكر، أن صلاح هو لاعب الموسم الواحد، وذلك بعد موسمه الأول مع ليفربول.
هنا صلاح لم يرد بالتصريحات، بل رد في الملعب بالأرقام التاريخية والبطولات التي كان السبب الرئيسي في عودتها لقلعة آنفيلد، وكان هو أبلغ رد على جميع المشككين، وبعدها لينكر نفسه اعتذر لصلاح، وجميع الصحف اعترفت بتفوق وإمكانيات نجمنا المصري، وأصبح ضيف دائم في جوائز الأفضل في العالم.
صلاح عليه الآن فقط التركيز في صراع ليفربول المحلي، والعودة لمعدلاته التهديفية العالية، ليس لإثبات أنه الأفضل، لأن هذه هي الحقيقة، صلاح الأفضل في العالم، ليس في هذا الموسم فقط، بل في العديد من المواسم السابقة أيضًا، ولكن لأن المزيد من هذه الأرقام سواء الشخصية أو البطولات، هي من ستجعل ريال مدريد تحت الضغط، وليست التصريحات.