لماذا يغيب الجمهور عن المدرجات في الدوري؟ حلول وتسهيلات

"الكورة للجماهير".. شعار تردد كثيرا خلال السنوات الأخيرة التي شهدت غياب الجمهور المصري عن المدرجات، مطالبات مختلفة ومقارنات تم عقدها واستعراضها لعودة اللاعب رقم 12 لمدرجات الملاعب المصرية، حتى تزيد المنافسة وتصبح أقوى بمختلف المسابقات المحلية.

طالع أخبار الدوري المصري من هنا

وبدأت عودة الجماهير للملاعب المصرية من بوابة المسابقات الأفريقية، الأمر الذي دفع المسؤولين لاتخاذ قرار عودة الجمهور بالمسابقات المحلية بنظام ثابت، يسمح بفرض القوانين اللازمة التي تستهدف الحد من شغب الملاعب لضمان سلامة الجميع، وفي الوقت ذاته، تعيد الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي، من خلال عودة الجمهور إلى المدرجات بأعداد تزيد شيئا فشيئا.

وبالفعل طبق المسؤولون نظام "تذكرتي" الذي يواكب التطور في معظم دول العالم التي تعتمد حجز تذاكر المباريات إلكترونيا، بنظام ثابت يضمن السلامة للجميع ويجعل كل فرد مُمتلكا لبطاقة تشجيعية خاصة به تضمن معلوماته وتُمكنه من الدخول للمباريات، دون أزمات ظهرت على مدار السنوات الماضية من خلال ظهور تذاكر السوق السوداء وكذلك التذاكر المزورة فضلا عن عناء الانتظار لساعات طويلة أمام منافذ البيع المختلفة التي تشهد تكدسا جماهيريا تساهم في ظهور حالات الإغماء، وبالتالي كان نظام تذكرتي الحل الأمثل بالنسبة للمسؤولين لمعالجة كافة السلبيات التي ظهرت خلال سنوات سابقة.

واستطاعت رابطة الأندية المصرية بالتنسيق مع الأمن واتحاد الكرة المصري الوصول لقرار عودة الجماهير من بداية الموسم الحالي بواقع 2000 مشجع في مباريات الدوري الممتاز، ثم اتخذت قرارا بعد نهاية الدور الأول بزيادة العدد إلى 5000 مع تخفيض سعر التذكرة إلى 75 جنيها بدلا من 100 لتسهيل الأمور بشكل أكبر على الجماهير، ولكن ما تم ملاحظته خلال مباريات الدور الأول انخفاض العدد الجماهيري الحاضر لمباريات الدوري عكس ما يحدث في دوري أبطال إفريقيا في مباريات الأهلي والزمالك وكذلك المصري البورسعيدي، رغم مناشدة الجماهير التي استمرت كثيرا خلال السنوات الماضية لعودتها إلى المدرجات مرة أخرى، كما أن هناك تناقضات في عدد الجماهير بالنسبة للمباريات المختلفة، فتجد مباراة مصر والسنغال بتصفيات كأس العالم 202‪2 شاهدة على حضور عدد كبير من الجمهور وفي الدوري تجد صعوبات وعدم اكتمال السعة التي كانت 2000 ثم زادت إلى 5000 رغم شغف الجماهير وحبها لمتابعة الدوري المصري، والآن السؤال.. لماذا لم تحضر الجماهير حتى الآن بشكل منتظم وبأعداد كبيرة إلى المباريات رغم السماح بذلك؟ وما الصعوبات التي تواجههم في العودة؟ ورأي الأندية والمسؤولين في عدد الحضور خلال الفترة الماضية؟ وهل نظام حجز التذاكر يوفر بالفعل سبل الراحة لكافة الجماهير من أجل الحضور أم أن هناك مطالب خاصة لزيادة الأمور تحسناً بشكل أكبر؟ إجابات تلك الأسئلة قد تتعرف عليها من خلال التحقيق الذي يقدمه لك "كورة بلس" الذي حرص على التواصل مع كافة الأطراف لعرض وجهات نظرهم

- الجمهور

- البداية مع الطرف الأساسي وهو الجمهور، إذ حرص "kora plus" على التعرف على بعض الآراء المختلفة للجماهير بشأن نظام حجز التذاكر والصعوبات التي قد تعيق تواجدهم بشكل مستمر في المباريات فكانت البداية مع أحد جماهير الزمالك والذي تواجد للحصول على تذكرة مباراة إنبي في الدوري و - رفض ذكر اسمه - ولكنه أشار رضاه عن النظام بشكل عام من خلال سهولة حجزه التذاكر ولكنه في الوقت ذاته قال إن تحديد مبلغ 75 جنيها لتذكرة المباراة مازال مرتفعا ويحتاج إلى تخفيض وذلك وفقا لوجهة نظره.

مشجع أخر للزمالك تواجد للحصول على تذكرة نفس المباراة - رفض ذكر اسمه - قال: "نظام الحصول على التذاكر أفضل كثيرا ولكن الصعوبة التي تواجهني وأتمنى تحقيقها هي وجود منافذ بكثرة لاستلام التذاكر أمام الملاعب الخاصة بالمباريات حتى لا أقوم بالنزول إلى أحد فروع شركات الاتصالات قبل المباراة بيوم أو يومها ثم الذهاب إلى الاستاد، لذلك الأسهل أن يكون استلامنا للتذاكر عن طريق منافذ بيع أمام كل استاد قبل المباريات".

مشجع للنادي الأهلي - رفض ذكر اسمه - أشار إلى أن نظام الخاص بالجماهير مُريح من حيث الاستلام والتسلم ولكنه اعترض على سعر التذكرة.

من خلال استعرض آراء بعض الجماهير المختلفة الانتماء يتضح لنا أن الصعوبات بالنسبة للجمهور تتمثل في بعض النقاط التي نستعرضها على النحو الآتي:

- رغم تخفيض سعر التذكرة إلى 75 جنيها إلا أن بعض الجماهير تطالب بتخفيض جديد.

- مطالبة بوجود منافذ أمام كل استاد قبل المباريات. 

واتفق الأغلبية على سهولة الحصول على التذاكر والتسجيل في النظام الإلكتروني. 

- رد رابطة الأندية بعد تخفيض سعر التذكرة 

حرص "kora plus" على التواصل مع أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المحترفة للحديث عن تخفيض سعر التذكرة في البداية حيث قال: "هذا القرار جاء بناء على شكوى بعض الأندية من زيادة سعر التذكرة، لدينا خطة واضحة مستقبلية بدأت من خلال عودة الجماهير بعدد معين للمدرجات ثم زيادة العدد بنسبة معينة حتى تصبح النسبة بشكل تدريجي مكتملة وتعود الأمور كما كانت في السابق" 

وعن سعر التذكرة قال: "انظر إلى أوروبا، نرى أسعار التذاكر تتراوح بين 64 أو 65 يورو، لذلك 75 جنيها سعرا مناسبا وتم اتخاذ القرار لتسهيل الأمور أكثر على الجمهور الذي لابد أن يعلم أيضا أن هناك نسبة إيرادات تدخل إلى ناديه من خلال تلك التذاكر لذلك المشجع يفيد ناديه بحضوره للمباريات" 

وعن النظام ذاته قال:"الأمور بالنسبة للتسجيل واستلام التذاكر سهلة ورائعة والدليل أن مباراة مصر والسنغال في تصفيات كأس العالم شهدت حضورا كاملا أي أن الجمهور لم يجد أزمة في استلام التذاكر أو حجزها وأيضا مباريات الأهلي في أفريقيا نرى 21 ألف وأكثر ولذلك النظام الخاص بالتذاكر والحصول على بطاقة المشجع نظام جيد ولا أرى فيه أي مشاكل".

- نظام حجز التذاكر ودخول المباريات

قبل استعراض وجهات النظر بالنسبة لنظام حجز التذاكر وحضور المباريات، لابد أن تعلم أن تسجيلك في هذا النظام يحتاج لحصولك على جرعتين على الأقل من التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، لضمان السلامة من الجميع ومن ثم تحصل على شهادة"qr" التي تضمن كودا يؤكد حصولك على التطعيم ثم تقوم بإدخال هذا الكود على موقع تذكرتي ومن ثم تصبح موافيا للشروط التي تُمكنك من حجز تذاكر المباريات. 

وكشف مصدر لكورة بلس عن تفاصيل أكثر بشأن هذا النظام الذي سمح بعودة الجمهور حيث قال المصدر إن بعد مباراة مصر والسنغال أصبحت الموافقة على طلبات التسجيل في النظام بالنسبة للمشجعين أسهل وأكثر سلاسة، حيث تم العمل على الرد بشكل أسرع على طلبات التسجيل بعد شكوى البعض من تأخر الحصول على الموافقة. 

وبالفعل قام "kora plus" بالتنسيق مع أحد المشجعين الذين قاموا بالتسجيل لأول مرة في نظام دخول المباريات بتسجيل كافة معلوماته ثم انتظار الموافقة التي جاءت بعد 24 ساعة فقط من كتابة كافة معلومات تسجيله على موقع تذكرتي ولكن قبل أن تأتي الموافقة طُلب من هذا المشجع تعديل صورته الشخصية ليكون وجهه واضحا أكثر وهذا ما أخر حصوله الموافقة النهائية إلى 48 ساعة بعدما قام بتعديل الصورة. 

ووفقا للمصدر فإن هناك بعض الأزمات في المفاهيم بالنسبة للجمهور حيث قال المصدر: "الجمهور أحيانا لا يُفرق بين شهادة التطعيم الطبيعية ذات اللون الأبيض والشهادة الخاصة بكود qr، البعض يقوم بإدخال شهادة اللون الأبيض على الموقع وهذا خاطئ فالشركة في حاجة إلى الكود وشهادة qr التي تُصدر من منافذ معلنة من وزارة الصحة فضلا عن أبلكيشن خاص يُسهل الحصول عليها بسلاسة تامة وثمن إصدار تلك الشهادة والحصول عليها100 جنيها هذه أول أزمة بالنسبة للجمهور، الأزمة الثانية تكمن في بعض الأمور البسيطة مثل صورة تحتاج إلى تعديل أو صورة بطاقة تحتاج إلى وضوح بشكل أكبر ولكن النظام بشكل عام أصبح سهلا للغاية"

شركة تذكرتي تسمح أيضا من ضمن المساهمات لتسهيل الأمور بسهولة إصدار أو استعجال الحصول على شهادة qr الخاصة بالتطعيم ضد كورونا فكان كورة بلس متواجدا في أحد منافذ تذكرتي ووجه سؤالا هل هناك إمكانية للمساعدة في إصدار شهادة qr لتكون الإجابة:"نعم، بعد الموافقة على التسجيل في الموقع يمكننا مساعدتك في استعجال إصدار شهادة qr الخاصة بالتطعيم ضد كورونا".

- وزارة الصحة 

بالحديث عن التضارب بين شهادة التطعيم ذات اللون الأبيض وشهادة qr كان لابد أن نتواصل مع وزارة الصحة المصرية، إذ كشف مصدر داخل الوزارة عن الفارق بين الشهادتين، فالشهادة الأولى ذات اللون الأبيض تُمنح وقت التطعيم بشكل طبيعي ولا تضمن كود خاص بالتطعيم ولكن شهادة qr تُصدر لأغراض مختلفة مثل السفر للخارج أو دخول المؤسسات الحديثة التي ستعتمد على الباركود فيما بعد، وهذا ما يعتمد عليه نظام تذكرتي. 

وحول عدد المواطنين الذين تم تطعيمهم ضد كورونا قال إن الحصر بشكل تفصيلي صعب ولكن ما أعلنته وزارة الصحة مؤخرا يؤكد تطعيم أكثر من 34 مليون مواطن في مصر وهناك بيان يُصدر كل أسبوعين من جانب وزارة الصحة يتم من خلاله إعلان العدد الذي حصل على التطعيم. 

- الأندية

- المصري البورسعيدي 

لطالما كانت الأندية الشعبية جزءا من الحضور الجماهيري، كان يتوجب علينا التواصل مع ممثلي بعضهم، والبداية كانت من حسن عمار عضو مجلس إدارة النادي المصري البورسعيدي الذي قال: "بالطبع قرار تخفيض سعر التذكرة إلى 75 جنيها قرار رائع، ولكني أوضح أن النادي المصري كان له خطوة استباقية بتخفيض سعر التذكرة الخاصة بمباريات الفريق في الكونفدرالية الأفريقية تسهيلا للجماهير، وتوفير حافلات خاصة لهم" 

وعن التواصل مع الشركة والتسهيل على الجماهير قال: "لدينا مندوبا في مقر النادي المصري يتواجد باستمرار لحل أزمات الجماهير في التسجيل وهذا أمر مميز للغاية". 

- الإسماعيلي 

يحيى الكومي رئيس النادي الإسماعيلي قال في تصريحات خاصة لـ"كورة بلس" إن قرار تخفيض سعر التذكرة إلى 75 جنيها قرار جيد، ولكنه يتمنى ضرورة تخفيض السعر مرة أخرى إلى 50 جنيها، فهذا هو السعر المناسب بالنسبة للجماهير التي تحضر للتشجيع في المدرجات.

وعن المبادرة التي أطلقها من قبل بتوفير 1000 تذكرة للجماهير قال: "تشاركت مع أحد رجال الأعمال لتوفير 1000 تذكرة للجمهور بتحملي 500 وتحمله 500 فضلا عن تحمل التنقلات، وهناك مكتب خاص بالتذاكر في مقر النادي بالإسماعيلية يعمل دائما على حل أزمات الجماهير في التسجيل" 

-الاتحاد السكندري 

إبراهيم شعبان عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد السكندري أشار إلى أنه راض عن حضور جمهور الاتحاد خلال الفترة الماضية للمباريات مشددا على أن عدد الحضور كان مقبولا بالفعل، ومشيدا بالقرار الذي تم اتخاذه بتخفيض سعر التذكرة إلى 75 جنيها، ومؤكدا على أن هناك أيضا مندوبا يتواجد في مقر النادي السكندري لحل الصعوبات التي تواجه الجماهير في عملية التسجيل.

ومن خلال ما سبق، واستعراض وجهات النظر المختلفة، ماذا يتبقى لحضور الجمهور بشكل أكبر في المباريات المقبلة؟ في ظل السعي الدائم لعودة الأمور إلى طبيعتها في الكرة المصرية من خلال العمل على عودة المدرجات ممتلئة مرة أخرى.