ظالم أم مظلوم ؟.. سواريش الحلقة الرابعة
كتب : مروان الشافعي
السبت، 23 يوليو 2022 05:53 م
من المتعارف عليه في عالم كرة القدم أن للمكسب ألف أب وللهزيمة أب واحد دائماً ما يتحمل المسئولية بأكملها وأصبح طبيعياً في عالم كرة القدم أن يتحمل المدير الفني المسئولية كاملة في حالة الهزيمة ويشار إليه بأصابع الإتهام عند كل تعثر.
هذه الحلقة ستكون مختلفة بعض الشئ عن باقي الحلقات التي أعتادنا فيها الحديث عن الأمور الفنية واستعراض للحالات التكتيكية وستكون طرح للنقاش ولا تنتظروا مني إجابة على سؤال الحلقة بل انا من يريد إجابة على هذا السؤال.. هل ريكادو سواريش ظالم أم مظلوم؟
إن مباريات الديربي دائماً ما تقفز بالمدير الفني سنين إلى الأمام وتبني له علاقة ثقة ومودة مع جمهور فريقه، فليس هناك شعور يضاهى شعور الفوز على الغريم التقليدي والأمثلة عديدة، هناك مانويل جوزيه عراب القلعة الأهلاوية دائماً ما يذكره الناس بمباراة الـ ٦-١ الشهيرة وبيتسو موسيماني المدرب الأفضل في النادي الأهلي خلال العقد الأخير وسيظل تتذكره الجماهير بمباراة القرن نهائي إفريقيا الذي حقق فيه لقب دوري الأبطال التاسع على حساب الغريم التقليدي نادي الزمالك، وفي نادي الزمالك هناك تقدير من نوع خاص للفيلسوف البرتغالي فيريرا لفوزه على الأهلي مرات عديدة وتحقيقه لقبين كأس مصر على الغريم التقليدي وهذا متواجد في كل دوريات العالم.
قبل أمس فاز الزمالك على الأهلي ٢-١ وحقق لقب كأس مصر عن جدارة واستحقاق ولا أبالغ إن قولت أن القدر كان رحيماً بالأهلي على الأقل في الشوط الأول وانتهى بهدفين للزمالك فقط.
الهزيمة يتحملها العديد من العناصر، أولهم اللاعبيين المنهزمين نفسياً والمنهمكين بدنياً وغير المكترثين بالأساليب الفنية المطبقة من قبل المدرب ويتحملها أيضاً الإدارة التي ضحت بمدير فني مثل موسيماني والتي لم تدعم صفوف الفريق بالشكل المناسب والعنصر الأخير هو المدير الفني الذي تدور محور هذه الحلقة عليه.
هل سواريش ظالم أم مظلوم؟
ريكاردو سواريش الذي قبل بمهمة في غاية الصعوبة في نصف موسم لفريق متهالك بدنياً وضعيف ذهنياً بعد مدير فني هو الأفضل بالأرقام في العقد الأخير.. هل ظلم سواريش نفسه أم ظلمته الإدارة؟
ريكاردو سواريش الذي حاول تطبيق أفكاره وخلق حالة فنية متطورة على أرض الملعب ونجح اللاعبون في تنفيذها مرة وخذلوا المدرب في مرات أخرى .. هل ظلم سواريش نفسه أم ظلمه اللاعبين؟
ريكاردو سواريش الذي تخلى عن أفكاره تماماً في الشوط الأول أمام الزمالك واستجاب للضغوطات ودفع بثلاثي نص ملعب لا يصلحوا لـ اللعب سوياً في منظومة الـ٤-٣-٣ .. هل ظلم سواريش نفسه أم ظلمته وجود مباراة قمة في هذا التوقيت؟
أسئلة عديدة واستفسارات كثيرة مفادها أن سواريش بدأ في العد التنازلي لفقدان ثقة الجمهور وعدم اندماج اللاعبين مع أفكاره وتخبط فني واضح في أرضية الملعب.. هل سواريش ظالم أم مظلوم؟
رغم قناعتي الكبيرة بهذا الرجل كواحد من المدربين المتطورين جداً على الساحة الأوروبية وأمنياتي بنجاح تجربته تزامناً مع وجود فيريرا وفيتوريا على الساحة المصرية حالياً لكن ينتابني بعض من الشكوك حول نجاح هذه التجربة بسبب الظروف المحيطة التي في وجهة نظري "ظلمت" سواريش.